أغراض المدرسة
خلال هذا الأسبوع سيكون الشغل الشاغل للأهل هو شراء الأغراض المدرسية للأبناء والبنات من أدوات وكراسات وملابس مدرسية ورياضية وحقائب وغيرها، هذه المناسبة ستكون فرصة عظيمة لتعليم الأبناء معنى الرضا والاقتصاد، حين يتمكن الأهل من غرس هذين المفهومين لأبنائهم ستكون النتائج باهرة، ندرك جميعنا كأهل أن البضائع المدرسية المعروضة بألوانها الزاهية وتنوع تشكيلاتها وتفاصيلها الصغيرة ستكون مغرية جدا للأبناء وفي هذه الحالة ربما يندفعون لشراء ما لا يحتاجون إليه وتكديس ما لا ينتفعون به، غرس مفهوم القناعة هو أن تكتفي بما لديك دون أن تقفز عيناك إلى ما عند الآخرين فتشعر بالاحتياج أو الدونية وحين يتأصل ذلك في نفسك فلن تحتفل بأي نعمة تمتلكها حتى لو بلغ رصيدك الملايين فسيظل ما في أيدي الآخرين هو ما تركز عليه نفسك، لذلك علموا أبناءكم أن يشتروا ما يحتاجون إليه لا ما يتباهون به ولا ما يكونون فيه أفضل من فلان وعلان، ومفهوم الاقتصاد أن تخبر ابنك بأنه شريك في ميزانية الأسرة فتناقشه في الحدود المالية المسموح له بها لشراء أغراضه المدرسية وأن أي تكاليف إضافية كمالية هي في الحقيقة شيء من الأعباء المالية التي سترهق الأسرة وربما تسبب لها مطبات مالية إلى نهاية الشهر، غرس مفهوم الاقتصاد سيجعل الأبناء شركاء لك في تقدير المال والحفاظ على الميزانية والتفكير في حلول بديلة عند الأزمات المالية.
العواطف التي يتعامل بها بعض الأهل مع أبنائهم تحت ذريعة لا نريدهم أن يكونوا أقل من غيرهم ربما ترسخ في نفوس الأبناء الأنانية وحب الذات حين يعتقدون أن الأهل مسؤولون عن توفير ما يحتاجون إليه بغض النظر عن ظروفهم المالية، الدلال المفرط ومفهوم "اشتري اللي ودك فيه" لن يؤسس أجيالا تدرك قيمة المال ولن تجعلهم يقارنون بين احتياجهم والميزانية المخصصة لهم ولا الذي يؤدي حاجتهم والذي يفوق حاجتهم ما داموا بعيدين عن المشاركة والتفكير بصوت عال مع الأسرة.
كل مناسبة مثل هذه يجب أن يستغلها الأهل ليغرسوا مفاهيم قوية تسهم في بناء شخصيات أجيالنا وتؤسسهم لبناء مستقبل راسخ يجعلهم يدركون جيدا أن الحياة ليست والديهم تمنحهم ما يريدون "وتطبطب" على قلوبهم..!
وخزة
امنحوا أبناءكم الحب ولكن ولا تفرطوا في تدليلهم.