أنسنة المنظمات
يشكل رأس المال البشري عنصرا جوهريا ومرتكزا رئيسا في تحقيق أهداف المنظمات، لذلك تسعى القيادات إلى دعم الموارد البشرية بما يحقق الحد الأدنى من رضاهم. ولكن مع الأسف غاب عن كثير من المنظمات مفهوم الأنسنة لتكون أبعد عن الإنسان.
ارتبطت "الأنسنة" humanization بالمدن، ولكنها قابلة للتمدد على جميع الاتجاهات ومعناها تعزيز البعد الإنساني بما يجعل الحياة أكثر جاذبية ويحقق السعادة للإنسان. فكيف يتم ربط الأنسنة بالمنظمات وبيئة العمل؟.
إن العاملين في المنظمات ليسوا آلات ولديهم مشاعر ويهتمون بالجانب الإنساني وبالتالي من الضروري إحاطة المنظمة بجوانب إنسانية تسهم في تعزيز كثير من الجوانب الإيجابية مثل الولاء الوظيفي والإنتاجية وغيرها.
وعلى سبيل المثال لا الحصر هناك بعض الأدوات التي تستخدم لممارسة الأنسنة داخل المنظمات. فالتركيز على التفاصيل كمناداة الموظفين بالكنية "أبو فلان" أو نطق الموظفين لأسمائهم قد يكون له تأثير عميق جدا في تجربة الموظفين. وفتح باب المشاركة والتواصل فكما يقال، "أفضل الأفكار تأتي من الحقول المهملة"، وأيضا دعم الموظفين بالدورات التدريبية والتعليم المستمر.
كذلك الاستماع الجيد واستخدام البيانات للتعبير عن أهمية العلاقات، فالموظفون يريدون أن تنتشر أعمالهم ويكون لها شأن وتأثير يدعو إلى الاهتمام. ومن الأدوات المهمة موازنة العلاقات مع العمل يوميا بما يحقق توازنا دون أن تنتقل ضغوط وصراعات العمل للمنزل والعكس صحيح.
إن الاستثمار في الموارد البشرية هو الكنز الحقيقي الذي يضمن نجاح المنظمات. وهنا يأتي دور القائد الحقيقي المتمكن من المهارات القيادية من خلال التركيز على البعد الإنساني. بالمختصر وعلى مدار التاريخ من النادر جدا أن تفشل أو تتعثر منظمة اهتمت وركزت على الأنسنة ضمن خططها الاستراتيجية للموارد البشرية.