وفاة خليفة بن زايد .. قائد الإمارات من التأسيس إلى التمكين خلال 18 عاما
نعت وزارة شؤون الرئاسة الإماراتية، إلى شعب الإمارات والأمتين العربية والإسلامية والعالم، الشيخ خليفة بن زايد رئيس الإمارات الذي انتقل إلى جوار ربه أمس، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الإماراتية "وام".
وأعلنت وزارة شؤون الرئاسة الإماراتية الحداد الرسمي وتنكيس الأعلام على الشيخ خليفة مدة 40 يوما بدءا من أمس وتعطيل العمل في الوزارات والدوائر والمؤسسات الاتحادية والمحلية والقطاع الخاص ثلاثة أيام اعتبارا.
وأدى الشيخ محمد بن زايد حاكم أبوظبي، أمس، صلاة الجنازة على جثمان الشيخ خليفة بن زايد في مسجد الشيخ سلطان بن زايد الأول في أبوظبي.
كما أدى الصلاة، شيوخ عائلة آل نهيان، وشيع الشيخ محمد بن زايد والشيوخ جثمان الفقيد إلى مثواه الأخير ووري في مقبرة البطين في أبوظبي.
وقال الشيخ محمد بن زايد، في تغريدة على تويتر: "إنا لله وإنا إليه راجعون. فقدت الإمارات ابنها البار وقائد مرحلة التمكين وأمين رحلتها المباركة. مواقفه وإنجازاته وحكمته وعطاؤه ومبادراته في كل زاوية من زوايا الوطن. خليفة بن زايد، أخي وعضيدي ومعلمي، رحمك الله بواسع رحمته وأدخلك في رضوانه وجنانه".
على خطى الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان، سار الشيخ خليفة منذ توليه الحكم في الرابع من نوفمبر 2004، على النهج حتى يوم وفاته لتنتقل الإمارات بما أنجزته في نحو 35 عاما هي مرحلة التأسيس إلى مرحلة التمكين.
في هذه الفترة القصيرة، 18 عاما، تبوأت الإمارات مراكز الصدارة في مؤشرات التنافسية المقياس المعياري لتقدم الأمم، وأصبحت ثاني أكبر اقتصاد في المنطقة العربية رغم صغر مساحتها وعدد سكانها.
ووفقا للتقرير الذي بثته "وام" أمس، انعكس ما حققته الإمارات، تحت قيادة الشيخ خليفة، في مرحلة التمكين التي تعد امتدادا لمرحلة التأسيس، على حياة الناس وعلى قطاع الأعمال، في الاستقرار والعيش الرغد.
بعد توليه الحكم أطلق الشيخ خليفة خطته الاستراتيجية الأولى لحكومة الإمارات لتحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة وضمان تحقيق الرخاء للمواطنين منطلقا من أرضية صلبة شيدها الشيخ زايد بجعل الإمارات منارة تقود شعبها نحو مستقبل مزدهر يسوده الأمن والاستقرار.
في 2009 أعيد انتخابه رئيسا للدولة، وبفضل قيادته الرشيدة تجاوز الأزمات المالية والقلاقل السياسية التي عصفت بالمنطقة مع انتهاج سياسة خارجية نشطة تدعم مركز الدولة كعضو فاعل إقليميا ودوليا.
تحت قيادته، أطلقت حكومة الإمارات العديد من المبادرات التي تشجع على الابتكار عموما والابتكار في المجال الطبي خصوصا، ومنها الاستراتيجية الوطنية للابتكار التي تشجع على تقديم خدمات طبية باستخدام التكنولوجيا المتقدمة وتطوير الصناعات الدوائية وتنمية قطاع الأبحاث الطبية لعلاج الأمراض السائدة وتأسيس صندوق تمويل الابتكار.
وتحتل الإمارات المركز الأول عالميا في عدد المنشآت المعتمدة، وحاز أكثر من 85 في المائة من المستشفيات على الاعتماد الدولي، فيما يكشف حجم الإنفاق على قطاعي الصحة والتعليم عن إدراك القيادة الإماراتية لأهمية القطاعين في تحقيق التنمية المستدامة.
والهدف الاستراتيجي المخطط لقطاع التعليم هو توفير بيئة تعليمية راقية ذات جودة عالمية تصب في النهاية في تعزيز اقتصاد المعرفة.
وأدركت الدولة أن النظام التعليمي الذي يعد قاطرة التنمية ينبغي أن يرتكز على محددات في مقدمتها كفالة وحق التعليم المجاني للمواطنين كافة، بل أصبح التعليم من 2012 إلزاميا في الدولة لكل من أكمل ستة أعوام حتى التخرج من المرحلة الثانوية، وتعمق هذا مع صدور قانون وديمة الذي يضمن حق الطفل في التعليم.
وتؤكد رؤية الإمارات 2021 ضرورة الوصول بالتعليم في الدولة إلى أعلى المستويات في العالم واتباع نظام ذكي كهدف أساسي.
كما تؤكد الرؤية أن الأعوام المقبلة ستشهد تحولات كاملا في أنظمة التعلم والتعليم تقودها أنظمة التعليم الذكي وتعزيز الالتحاق بمراحل رياض الأطفال وكذا تشجيع خريجي المرحلة الثانوية على الالتحاق بالتعليم الجامعي.
وأكد الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن الشيخ خليفة بن زايد كان يعطي وطنه بلا حدود، وكانت رفاهية مواطنيه شغله الشاغل، وعلى مدى أكثر من 50 عاما، ومن موقعه نائبا للقائد الأعلى ثم قائدا أعلى، أشرف على مسيرة بناء القوات المسلحة وتعزيز قدراتها ومكانتها، ما رسخ الأمن والأمان ووفر الحماية الشاملة لمسيرة الاتحاد المباركة.
وقال الشيخ محمد بن راشد، في بيان بثته وكالة الأنباء الإماراتية: "حين تولى الشيخ خليفة المسؤولية الأولى في البلاد، أطلق برامج التمكين وعزز التنمية، وواصل مسيرة بناء الإنسان، ورسخ نموذجا إماراتيا عالميا في التنمية".
وأضاف: "إن مآثر الشيخ خليفة أكثر من أن تحصى، لقد كان خير وريث للشيخ زايد، حافظ على نهجه وأضاف إلى إنجازاته، وفي شخصه تجمعت مكارم الأخلاق، كان كريما حليما حكيما حييا وقورا ووفيا".