default Author

لياقة الدماغ

|
بينما نبحث دائما عن جسد رشيق وقوام مرن مشدود قادر على القيام بوظائفه ويحارب الأمراض ونعزز ذلك بتجربة أنواع "الريجيم" وممارسة الرياضات المختلفة، نهمل وننسى أهم جزء من هذا الجسد، "الدماغ"، الذي لا بد أن نحرص على لياقته ليتمكن من القيام بمهامه، صحيح أن وزنه لا يتجاوز الكيلو جرام الواحد، ولكنه يدير حياتنا بأكملها، تفكيرك، ذاكرتك، تعلمك، تصرفاتك فرحك حزنك أقل التفاتة تقوم بها.
مع رتم حياتنا السريع والتطور الذي نعيشه والماضي الذي شهدناه والأحداث التي مرت بنا، سيطر النسيان على حياتنا، الذي لم يعد حكرا على كبار السن فقط، بل أصبح الكل يعاني وأخذ يتنامى ويتمادى، لذا لا بد لنا من شحذ الهمة وتدريب أدمغتنا كما ندرب أجسادنا، فكلما زادت لياقة دماغك ستنتعش ذاكرتك ويخف توترك ويتحسن مستوى تفكيرك. الدماغ المهمل مع الوقت يصدأ ونبدأ نفقد قدراتنا على التركيز والحفظ ويتراجع أداء الدماغ عامة، ونعتقد أنها علامة من علامات الإصابة بألزهايمر.
والحل هنا لدى الكبار أو مع التقدم بالعمر هو إنعاش ما فقدناه بالأكل الصحي المفيد للدماغ مثل بعض أنواع الخضراوات والفواكه، مثل: التوت والكرز والتفاح وبعض أنواع المكسرات وزيادة حصتنا من الأوميجا 3، سواء عن طريق الغذاء أو المكملات الغذائية. ثم دلل دماغك بمنحه ساعات كافية من النوم واصطحابه في نزهة خارج أسوار المنازل وضجيج المدن وتلوث الشوارع، اجعله يستنشق هواء نقيا يتغلغل في خلاياه فيحييها، ثم اجعل له حصة تدريبية يومية، إما بمحاولة حفظ معلومات معينة واسترجاعها وليس أفضل من كتاب الله لحفظه وفهمه وتدبره، أو حل ألغاز مثل الكلمات المتقاطعة والمسائل الرياضية البسيطة، لا تتهرب من الدخول في منافسة مع ذاتك لإنعاش مخك.
حتى من يعانون صعوبات التعلم من الصغار مثل صعوبة القراءة أو الكتابة بإمكان آبائهم ومعلميهم تمرينهم وزيادة لياقة أدمغتهم، باستخدام طرق أخرى مختلفة عن الأطفال الطبيعيين لمعالجة النصوص المكتوبة أو المقروءة. الهدف ليس النجاح في قراءة الحروف والكلمات، بل فهم المعنى العام الذي ينقله النص المكتوب. اللياقة الدماغية يمكن أن تتطور عندما تتعدد مصادر التعلم لدى البيئة المحيطة بالطفل.
كان يعتقد في الماضي أن الذكاء وراثي ولا يمكن تغييره، ولكن الأبحاث اليوم تقول: إن بإمكاننا تحسين نتائج قياس الذكاء بمعدل 8 في المائة بعد تدريب عقولنا بتحسين الذاكرة العاملة، ومهمتها تخزين المعلومات قصيرة الأجل في المخ ليس هذا فقط، بل بإمكان هذه التمرينات أن تزيد من المهارات المعرفية الأخرى.
إنشرها