FINANCIAL TIMES

سوق العقارات في مانهاتن تعيش انتعاش ما بعد الإغلاق

سوق العقارات في مانهاتن تعيش انتعاش ما بعد الإغلاق

خصومات كوفيد تختفي ببطء من سوق العقارات الأمريكية.

عندما جاءت الطبيبة الأسترالية، وينج يي تشين، وزوجها لشراء شقة في مانهاتن في عام 2019، قبل الانتقال إليها قادمين من هونج كونج، شعرا بصدمة نفسية من التجربة واستأجرا بدلا من ذلك. مسلحين بما ادخراه إبان الجائحة، بدآ في البحث مرة أخرى في بداية هذا العام. ربما تحمسا لانخفاض الأسعار - لكن ذلك لم يجعل العملية سهلة، تماما.
تقول تشين، "أشعر أن هناك قيمة كبيرة مقارنة بعام 2019". قدم الزوجان ثلاثة عروض مختلفة في بداية عام 2021، لكن جميعها فشلت.
تضيف، "كان هناك كثير من الصفقات التي يمكن إتمامها إذا كنت محظوظا وإذا تحركت بشأنها في الوقت المناسب و(كنت) على استعداد للتوصل إلى حل وسط". لكن المنافسة كانت محتدمة. فبحلول الوقت الذي عثرا فيه على الشقة التي اشترياها في أبر إيست سايد، كانت السوق قد تغيرت بشكل واضح، واضطرا إلى زيادة ميزانيتهما. في النهاية، دفع الزوجان 3.7 مليون دولار مقابل شقة من ثلاث غرف نوم في الطابق الـ30 من مبنى في شارع الـ90 الشرقي، مع مساحة كبيرة لابنتيهما وكلبيهما.
لكن تشين "تراقب عن كثب" السوق هذه الأيام، كما تقول، متسائلة، "كم دفعت أكثر من اللازم؟".
خلال الأشهر القليلة الماضية، شهدت سوق العقارات في مانهاتن انتعاشا لم يتوقعه الكثيرون بهذه السرعة، نظرا لأن الجزيرة كانت مهجورة بشكل كبير في بداية الجائحة. أعلنت بوابة العقارات، ستريت إيزي، عن 4997 عملية بيع في الربع الثاني من عام 2021، وهي أعلى نسبة منذ بدء تسجيلاتها في عام 2010.
يقول جيف أدلر، السمسار لدى شركة دوجلاس إليمان، "منذ نيسان (أبريل)، لا أعتقد أننا أجرينا هذا العدد من المعاملات في مثل هذه الفترة الزمنية الضيقة".
الطلب في قطاع الإيجارات آخذ في الارتفاع أيضا. تقول نانسي وو، الخبيرة الاقتصادية في ستريت إيزي، "في تموز (يوليو) بدأنا حقا في رؤية الإيجارات تأخذ في العودة إلى مستويات ما قبل الجائحة تقريبا في عديد من الأحياء".
أوليفيا آن، التي رفضت ذكر اسم عائلتها، انتقلت هي وشريكها إلى شمال نيويورك بسبب الجائحة، وتركت إيجار شقتهما المكونة من غرفة نوم واحدة في تشيلسي ينتهي في شباط (فبراير). عندما فكر الزوجان في العودة إلى المدينة هذا العام، كانا يأملان في العثور على صفقة. في الصيف قاما بتعليق عملية البحث عن شقة حتى تهدأ سوق الإيجارات.
تقول، "انتهى بنا الأمر إلى دفع مبلغ يقل قليلا عن أربعة آلاف دولار (شهريا). الآن أعتقد أن الشقة المكونة من غرفة نوم واحدة في بنايتنا (القديمة) يزيد إيجارها على خمسة آلاف دولار".
تقول ماري إسبينال، السمسارة لدى دوجلاس إليمان، إن بعض عملائها مستأجرون يختارون الشراء بدلا من دفع هذه الإيجارات المرتفعة.
في سوق المبيعات، تقول وو إن الانتعاش الحالي هو تناقض واضح مع ما كان يحدث قبل الجائحة، عندما كانت الأسعار تنخفض شهرا بعد شهر منذ عام 2018. وفقا لدوجلاس إليمان، كان متوسط سعر العقارات في مانهاتن في الربع الثاني 1.13 مليون دولار، وهو أعلى مستوى في ثمانية أرباع، بزيادة 5 في المائة عن الربع الأول.
تستشهد وو بإعادة فتح المدينة، وانخفاض معدلات الرهن العقاري، وزيادة اليقين بشأن المكان الذي سيعمل منه الناس باعتبارها "العاصفة المثالية" التي تغذي هذا الطلب الجديد، ولا سيما بالنسبة لأولئك "الذين كانوا يكتفون بالتفرج على المعروضات إبان الجائحة في العام الماضي".
بصورة عامة، ارتفعت أسعار المنازل بشكل كبير في جميع أنحاء البلاد في الوقت الذي أقبل فيه الأمريكيون على شراء المنازل في مناطق الضواحي والمدن الصغيرة مثل أوستن وفينيكس. ففي أيار (مايو)، ارتفعت أسعار العقارات في الولايات المتحدة 17 في المائة تقريبا عن العام السابق، وفقا لمؤشر إس آند بي كورلوجيك كيس ـ شيلر، وهي أكبر قفزة في أكثر من 30 عاما من البيانات. وبحسب وو، الأسعار ارتفعت بشكل أبطأ في مانهاتن بسبب وجود فائض من المنازل في السوق.
على الرغم من الارتفاعات الأخيرة، لا يزال متوسط السعر في مانهاتن أقل من المستويات التي شوهدت قبل أربعة أعوام، كما يقول جاريت ديردريان، مدير استخبارات السوق في شركة سيرهانت، مشيرا إلى أن متوسط السعر في الربع الثاني من عام 2017 بلغ ذروته عند 1.2 مليون دولار.
في جميع أنحاء السوق، بدأت ما تسمى بـ"خصومات كوفيد تختفي ببطء". يقول تشيس لاندو، وهو وسيط من شركة سيرهانت، إن مشتريا ابتاع شقة في الشارع 157 غرب، المعروف أيضا بشارع المليارديرات، مقابل 16.5 مليون دولار في شباط (فبراير) 2021، أي أقل من السعر النهائي المطلوب للشقة البالغ 19.9 مليون دولار. وبعد شهر، تم إبرام عقد بيع الشقة نفسها مقابل 19 مليون دولار.
وفقا لستريت إيزي، منذ بداية حزيران (يونيو) تم بيع 12 شقة في المبنى، في حين استغرق بيع 12 شقة سابقة ستة أشهر.
مثلت ديانا كوري، وهي وسيط في مجموعة كوركوران، مالك شقة في 115 سنترال بارك ويست تم إدراجها قبل الجائحة مقابل 12.95 مليون دولار، لكنها لم تبع. وتمت إعادة إدراجها في نيسان (أبريل) 2021 مقابل 10.95 مليون دولار وبيعت في الرابع من آب (أغسطس) مقابل 13.11 مليون دولار بعد منافسة بين عدد من المشترين المحتملين.
يقول لاندو، "لم أخسر أبدا في (...) حروب العطاءات طوال مسيرتي المهنية مثلما خسرت في الأشهر الستة الماضية".
بحسب دونا ستروجاتز، الوسيطة لدى شركة سيرهانت، إحدى المناطق التي لا تزال تشهد كسادا في مانهاتن هي منطقة وسط المدينة شرق. الحي الذي يضم كثيرا من المباني التجارية والشقق الفاخرة يمكن أن يستمر في التخلف عن بقية الجزيرة في وقت يؤخر فيه مزيد من الشركات العودة إلى المكاتب بسبب المتحور دلتا.
مثل المشترين في جميع أنحاء البلاد، يبحث عديد من سكان نيويورك عن مساحة أكبر، خاصة لمكتب منزلي.
قالت جاكلين تيبليتسكي، الوسيطة في شركة دوجلاس إليمان، إن عملاءها يهتمون حتى بالمطابخ التي أهملها سكان نيويورك منذ فترة طويلة، وهم يسعون وراء شغف جديد بالطهي. تقول جينيفر تساو، التي أبرمت منذ أسبوعين عقد بيع شقة من ثلاث غرف نوم في جادة ويست إند مقابل 2.65 مليون دولار - أقل بواقع مائة ألف دولار من السعر المطلوب، "أخبرنا كوفيد حقا أن هذه الشقة ليست كبيرة بما فيه الكفاية عندما (كنت وزوجي) نعمل في البيت وكان ابني يعمل في البيت". ولا تزال تساو تشعر بضغوط من السوق، على الرغم من أنها تقول إنها تتحرك بسرعة حتى لا ينقض عليها أي شخص آخر ويقدم المزيد. تقول، "إذا لم يأت هذا الشخص، لا أعرف ما إذا كنا لا نزال نبحث".
جوناثان ميلر، الرئيس التنفيذي لشركة ميلر صموئيل للتقييم العقاري، يقول، "أعتقد أن الانتعاش الذي شهدناه منذ بداية العام يرتبط ارتباطا وثيقا بتبني اللقاح".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES