الطاقة- النفط

محللون: معنويات السوق النفطية تتحسن بوتيرة سريعة .. تباشير باستمرار ارتفاع الأسعار

محللون: معنويات السوق النفطية تتحسن بوتيرة سريعة .. تباشير باستمرار ارتفاع الأسعار

تسجيل سوق النفط ثلاثة مكاسب أسبوعية متتالية يعكس المضي قدما وبخطوات ثابتة على طريق تعافي.

توقع مختصون ومحللون نفطيون استمرار المكاسب السعرية للنفط الخام خلال الأسبوع الجاري، بعد تحقيق ثلاثة مكاسب أسبوعية متوالية، وتسجيل الأسعار مستويات قياسية في عدة أعوام سابقة.
وأرجع المختصون المكاسب السعرية إلى التفاؤل الشديد بتعافي الطلب خاصة بعد تقارير منظمة أوبك ووكالة الطاقة الدولية وبنوك استثمارية، التي ترجح تعافيا واسعا للطلب قبل نهاية العام الجاري واستعادة مستوى ما قبل الجائحة، ما يبشر ببلوغ مستوى 80 دولارا للبرميل لخام برنت خلال أشهر قليلة.
وأشار المختصون إلى أن انتشار اللقاحات هو العامل الأكبر والأبرز في تنامي الثقة بالسوق واستعادة التوازن بين العرض والطلب إضافة إلى استئناف حركة السفر والتنقل على نطاق شبه طبيعي مع رفع جميع القيود المشددة السابقة المرتبطة بجائحة كورونا.
ولفت المختصون إلى تراجع التوقعات بشأن احتمالات عودة الإمدادات الإيرانية إلى السوق على الرغم من استئناف مفاوضات فيينا، إلا أن حجم الخلافات بين أطراف التفاوض ما زال واسعا، وأنه في المقابل هناك أيضا مخاطر على توقعات الطلب في أجزاء من آسيا وأمريكا اللاتينية، حيث يستمر عديد من الدول في مواجهة حالات كورونا.
وفي هذا الإطار، يقول روس كيندي العضو المنتدب لشركة "كيو إتش أي" الدولية للطاقة "إن معنويات السوق تتحسن بوتيرة سريعة، وهو ما يبشر باستمرارية قفزات الأسعار خاصة بعد تزامن ذلك مع تراجع حدة الإصابات الجديدة في الهند ودول جنوب شرق آسيا، ما جعل العوامل الإيجابية لها الغلبة في تعزيز مكاسب الأسعار وانتعاش السوق المستمر خاصة خلال فصل الصيف الجاري".
وأوضح أن موسم القيادة في الولايات المتحدة يدفع الطلب ويقلص مخزونات البنزين إلى مستويات قياسية كما أن انتعاش حركة السفر سيكون له مردود إيجابي واسع على الأسعار ويضمن تعزيز عائدات الموارد النفطية في الدول المنتجة التي عانت كثيرا على مدار العام الماضي وهو عام ذروة الجائحة، كما يساعد على استمرار المكاسب تمسك "أوبك+" بزيادات تدريجية حذرة تلائم مستويات الطلب وبما يضمن استمرار تفوق الطلب وتجنب سيناريو العودة إلى إغراق السوق بالنفط الخام.
وأضاف، دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة تكنيك جروب الدولية أن "التمسك برؤية الطلب ينتعش مقدما قبل زيادة العرض أعطى زخما قويا لتعافي الأسعار"، واعتبر البعض أن هناك قلقا من شح الإمدادات، على الرغم من استمرار التنسيق في مجموعة "أوبك+" بقيادة السعودية وروسيا وتأكيدهما المرونة في الإنتاج واليقظة لتطورات السوق والالتزام بشكل سريع ومرن ليوائم احتياجات السوق.
وأشار إلى أن تسجيل سوق النفط الخام ثلاثة مكاسب أسبوعية متوالية يعكس المضي قدما وبخطوات ثابتة على طريق تعافي سوق النفط الخام على الرغم من وقوع بعض العوامل العكسية من وقت إلى آخر مثل المخاطر الجيوسياسية أو استئناف الإمدادات المحتمل من بعض دول الإعفاء إلى جانب استمرار المخاوف من احتمالية تجدد إصابات كورونا في بعض مناطق العالم.
من ناحيته، يقول بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة "إن تحذير وكالة الطاقة الدولية من أن السوق ستحتاج إلى إمدادات إضافية العام المقبل يؤكد وتيرة تعافي الطلب القوية خلال الأشهر المتبقية من العام الجاري والعام المقبل، وهو ما يفرض بدوره مزيدا من التحديات والأعباء على مجموعة "أوبك+" للحفاظ على توازن السوق وإدارة الإمدادات النفطية بشكل دقيق، خاصة مع خفوت دور الإنتاج الأمريكي الذي يركز في المرحلة الراهنة على استبدال سياسة "الحفر لمجرد الحفر" بسياسة تعويض المساهمين وتعزيز المراكز المالية للشركات المنتجة".
وأضاف أن "الآفاق الإيجابية للسوق في المدى القريب دفعت إلى ارتفاع أسعار العقود الآجلة في نيويورك بنسبة 1.9 في المائة هذا الأسبوع لتسجل بصعودها أعلى مستوى منذ أكتوبر 2018"، مشيرا إلى أهمية الاجتماع الجديد المقبل لمجموعة "أوبك+" في بداية الشهر المقبل لبحث احتمالية تسريع زيادة الإنتاج للحفاظ على توفير إمدادات السوق بشكل كاف.
وأضاف، أرفي ناهار مختص شؤون النفط والغاز في شركة أفريكان ليدرشيب الدولية أن "الجميع يلمس التحسن المستمر في أساسيات السوق وفي بيانات الطلب المتعافية والمبشرة، على الرغم من أن وكالة الطاقة الدولية توقعت عدم وصول الطلب إلى مستويات ما قبل الجائحة حتى أواخر عام 2022".
وذكرت أن أبرز العوامل المعززة لمكاسب أسعار النفط الخام والوقود هو عودة حركة المرور على الطرق في الولايات المتحدة ومعظم دول أوروبا إلى حد كبير إلى المستويات التي كانت عليها قبل الوباء مع اتساع رغبة السفر المكبوتة هذا الصيف بالتزامن مع تقلص وتحجيم ملموس في حجم الإمدادات الأمريكية وإبقاء "أوبك+" قيود الإنتاج قائمة في ظل برنامج تخفيف تدريجي.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في عدة أعوام من جديد الجمعة لتسجل الأسبوع الثالث من المكاسب على التوالي بدعم تحسن توقعات الطلب العالمي، إذ تؤدي زيادة نشاط التطعيم إلى رفع قيود مرتبطة بالجائحة.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 17 سنتا ليبلغ سعر التسوية 72.69 دولار للبرميل، بعد أن بلغت أعلى مستوياتها منذ مايو 2019، وحقق برنت ارتفاعا أسبوعيا 1 في المائة.
وتقدمت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 62 سنتا إلى 70.91 دولار للبرميل، لتجري تسويتها عند أعلى مستوياتها منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2018، وهي مرتفعة 1.9 في المائة، خلال الأسبوع.
وقالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري "إن منظمة الدول المصدرة للبترول وحلفاءها، في إطار مجموعة "أوبك+"، سيحتاجون إلى زيادة الإنتاج لتلبية الطلب الذي يتجه للتعافي إلى مستويات ما قبل الجائحة بحلول نهاية 2022".
وقالت الوكالة التي مقرها باريس "أوبك+" تحتاج إلى زيادة الإنتاج حتى تحصل الأسواق العالمية على إمدادات كافية"، وأشارت إلى آن الطلب الآخذ في الارتفاع والسياسات قصيرة الأمد للدول تقع على النقيض من دعوة الوكالة إلى إنهاء التمويل الجديد للنفط والغاز والفحم.
وأضافت الوكالة "في 2022، ثمة مجال لأعضاء مجموعة "أوبك+" البالغ عددهم 24، بقيادة السعودية وروسيا، لزيادة إمدادات الخام 1.4 مليون برميل يوميا فوق هدفهم للفترة بين تموز (يوليو) 2021 ومارس 2022".
ويتوقع بنك الاستثمار الأمريكي جولدمان ساكس أن تبلغ أسعار خام برنت 80 دولارا للبرميل هذا الصيف، مراهنا على أن ارتفاع سوق النفط في الآونة الأخيرة سيستمر، إذ يعزز توزيع لقاحات مضادة لفيروس كورونا النشاط الاقتصادي العالمي والطلب على الخام.
وفي مؤشر على الإمدادات المستقبلية، قالت شركة خدمات الطاقة بيكر هيوز في تقريرها الأسبوعي "إن عدد حفارات النفط الأمريكية زاد ستة إلى 365 هذا الأسبوع، لتسجل أعلى مستوياتها منذ نيسان (أبريل) 2020، وكانت هذه أكبر زيادة أسبوعية لحفارات النفط في شهر".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط