كروش الفاسدين
منذ الرابع من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2017 المعروف بليلة سقوط الفاسدين وهي "حملة الريتز كارلتون" عندما طالت المحاسبة قطاعا واسعا من الأمراء والوزراء ورجال الأعمال السعوديين. ومنذ ذلك التاريخ والحملات تتوالى ما يؤكد إصرار الدولة على متابعة ورصد المفسدين.
لا يمر شهر إلا وتعلن - مشكورة - هيئة الرقابة ومكافحة الفساد مباشرتها عددا من القضايا المهمة والخطيرة. وفي زمن الأمير محمد بن سلمان قائد التغيير أصبحت الأمور على درجة عالية من الشفافية، فلا فرق بين الأمير والوزير وهذا يأتي متوافقا مع فلسفة لي كوان يو رئيس وزراء سنغافورة السابق، "تنظيف الفساد مثل تنظيف الدرج يبدأ من الأعلى نزولا للأسفل"، ولكن هذه العمليات وإن جاءت متأخرة، إلا أنها كشفت غموض العقود السابقة؟.
الآن عرفنا كيف كان موظف في المرتبة السادسة - ليس وارثا - لديه بيت ملك وسيارة فخمة وكل صيف "متسدح" في لندن وراتبه لا يتجاوز عشرة آلاف ريال! وزال الغموض عندما عرفنا أن لقاءات بعض الأثرياء الذين يتغنون دائما برحلة "الصفر" لم تكن نظيفة! حتى اللغز الذي كان يحيرنا عندما يتحول شخص عادي جدا وبقدرة قادر إلى مليونير وهو قبل بضعة أعوام يتسلف قبل نزول الرواتب.!
جهود عظيمة تقوم بها "نزاهة" ويشكرون على ذلك، إلا أن لدى المواطن "غصة" في الحلق و"حرقة" في القلب لمعاقبة هؤلاء! هذه الفئة تدلت كروشهم من الفساد في غفلة من الجهات الرقابية في وقت مضى. هذه الفئة كانت تعيش بيننا وتنهب خيرات بلادنا ومكنوا ومع الأسف خانوا. بالمختصر إذا كان الفساد لا يسقط بالتقادم، فمن المهم فتح ملفات أصحاب الكروش الفاسدين حتى ولو كانت قديمة؟.