أخبار

مكسيكيون يفضلون "الموت في المنزل" على دخول المستشفيات خلال الجائحة

مكسيكيون يفضلون "الموت في المنزل" على دخول المستشفيات خلال الجائحة

 حين سلّم الميكانيكي مارتن أوريدان أخيرا بضرورة دخول المستشفى للعلاج من كوفيد-19، كان الأوان قد فات إذ إنه توفي في اليوم التالي... في حالة تعكس تفضيل مكسيكيين كثر "الموت في المنزل" على طرق أبواب المؤسسات الاستشفائية.

فعندما أصيب أوردين وزوجته بفيروس كورونا المستجد، اختارا البقاء في منزلهما في العاصمة مكسيكو بدل وضع ثقتهما في نظام الصحة العامة المتعثر.

وبعد تدهور وضعهما الصحي، اشتريا جهازي تنفس اصطناعي في مقابل 3400 دولار عوض الذهاب إلى المستشفى.

ويقول ألفريدو شقيق أوردين لوكالة فرانس برس "كان مرتابا لأنه شاهد عبر نشرات الأخبار اكتظاظ المستشفيات وسوء الرعاية. لكن وضعه الصحي تدهور واضطر في نهاية المطاف لدخول المستشفى".

وتوفي أورديان في 17 يونيو، فيما تعافت زوجته من الفيروس دون دخول المستشفى.

في المكسيك، من غير النادر رؤية أشخاص يختارون محاربة الفيروس بمفردهم في المنزل، ويرفضون أحيانا نقلهم إلى المستشفى عن طريق المسعفين.

وقد أقرّت الحكومة أن النظام الصحي عانى من سنوات من الإهمال، لكنها تقول إنها تعمل على تحسين الوضع.

ومع بدء تفشي الوباء، كانت المكسيك في حاجة إلى خدمات مئتي ألف طبيب وثلاثمئة ألف ممرض إضافي، ما دفع وزارة الصحة إلى الشروع في عملية توظيف كبيرة.

كما سارعت البلاد إلى تجديد ألف مستشفى وشراء تجهيزات خصصت لها استثمارات بقيمة 1,9 مليار دولار.

- "لن أعود" - وتشير صانعة الحلويات جيسيكا كاستيو البالغة من العمر 43 عاما، إلى أنها لازمت منزلها في ولاية هيدالغو بوسط المكسيك لفترة أسبوع راودتها خلالها أفكار انتحارية، بدل دخول المستشفى لتلقي العلاج.

وتقول كاستيو "شعرت أن الهواء الذي أتنفسه لا يدخل رئتيّ، لكنني قلت لنفسي +إذا ذهبت إلى المستشفى، فلن أعود منه أبدا+".

وتشير قالت كاستيلو ، التي تعاني من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم ، إن عدم ثقتها في نظام الصحة العامة ينبع من سوء الرعاية التي تلقتها قبل الوباء.

وتوضح "أنا لا أصدقهم. لقد ألحقوا بي أذى جسديا وعاطفيا كبيرا".

وتضيف المكسيكية التي استغرق تعافيها من الفروس أكثر من شهر "لم آخذ حتى دواء لمرض السكري منذ حوالى ثلاث سنوات. أفضل شراءه من مكان آخر".

ومع أكثر من 73 ألف حالة، تسجل المكسيك رابع أعلى حصيلة وفيات بكوفيد-19 في العالم على الرغم من أن الحكومة تعزو الأمر جزئيا إلى عدد السكان الكبير في البلاد.

وسجلت الدولة التي يبلغ عدد سكانها 128 مليون نسمة رسميا ما يقرب من 700 ألف إصابة بفيروس كورونا.

ولا يوجد رقم رسمي لعدد المكسيكيين الذين قضوا جراء كوفيد-19 في منازلهم، لكن الرقم الحكومي الخاص بالوفيات الزائدة يقدم مؤشرا إلى الوضع.

ومن منتصف مارس إلى مطلع أغسطس، كان هناك 122 ألفا حالة وفاة إضافية لكل الأسباب مجتمعة مقارنة مع المستوى المسجل عادة في 24 ولاية من أصل 32 ولاية في البلاد. وتقول الطبيبة مايرا رييس في مستشفى كواوتيتلان العام في شمال العاصمة مكسيكو لوكالة فرانس برس "على مدى سنوات، كان لدينا نظام صحي مريض مع غياب للمعدات اللازمة".

وفي بداية العام، لم يكن المستشفى الذي تمارس المهنة فيه يحتوي حتى على مسكنات الباراسيتامول.

- "شائعات كثيرة" - وفاقم انتشار المعلومات المضللة من عدم الثقة هذا إزاء نظام الصحة العامة.

وأثارت شائعات عن انتشار الفيروس بسبب عمليات التعقيم، أعمال شغب في ولاية تشياباس جنوب البلاد في مايو ويونيو. وطاولت أعمال التخريب مستشفى ومبنى بلدية ومنازل وسيارات.

ويقول يوستاكيو غارسيا، وهو سائق يبلغ من العمر 27 عاما في ولاية غيريرو الواقعة أيضا جنوب البلاد "هناك شائعات كثيرة بأن المستشفيات تقتل المرضى".

ومع ذلك، يقر بعض الأطباء بأن هذه الأنباء تخفي بعضا من الحقيقة.

ويقول إيفان كارينو، وهو طبيب عام، إنه من مارس إلى يوليو، "كان خوف الناس مبررا" لأن المستشفيات "كانت ممتلئة، والرعاية كانت سيئة، وكان هناك نقص في الإمدادات".

وعلى الرغم من تحسن الوضع مذاك، لا يزال الكثير من الناس حذرين.

ويوضح كارينو "كان لدي مرضى يسألونني عما إذا كان صحيحا (...) أننا نتاجر في أعضائهم. كثيرون يفضلون حرفيا الموت في المنزل".

 

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار