الحكام وبلاتر ومشانق إعلامنا
تصاب أحيانا بالذهول وأنت تتابع وسائل الإعلام المقروءة، وما يسطره بعض زملاء القلم حول التحكيم وتهويل أخطائه وكأنه لا توجد أخطاء للحكام إلا في المملكة، رغم أننا من خلال متابعة القنوات الفضائية وما ينقل عبرها من لقاءات عديدة يوميا نشاهد من الأخطاء في هذه المباريات ما يصل إلى درجة الكوارث التحكيمية، ومع ذلك تسير الأمور بشكل طبيعي، وهذا يؤكد المقولة بأنه لا مباريات بلا أخطاء، وبلا شك فإن حديث جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي حول موضوع الكرة الذهبية، وعدم موافقته على الفكرة، لأنه يعتقد أن متعة كرة القدم في أخطاء حكامها، ولو تم العمل بالكرة الذهبية فإنها ستقلل أخطاء الحكام، وبالتالي تصبح الكرة بلا متعة فإذا كان هذا كلام الرجل الذي يقف على هرم الكرة العالمية كرئيس للاتحاد الدولي فما بالنا نرى أشخاصا لا علاقة لهم بكرة القدم يطالبون بنصب المشانق للحكام، وبالطبع فإن تطوير الحكام وتعديل أخطائهم مطلوب, ويجب أن يعمل مسؤولو الحكام على ذلك، ولكن المرفوض هو القذف والتشهير بالحكام لمجرد هفوة تصدر من أحدهم، وبكل أسف فإن هناك من يسعى إلى تضخيم أخطاء الحكام ونشرها كما حدث عندما قام أحد الحكام بمهاجمة لجنة الحكام السابقة، وقامت المطبوعة بنشر الحديث على حلقتين، رغم ما فيها من الاتهامات والتشهير غير الصحيحة بحثا عن الإثارة حتى لو كان ذلك على حساب المصداقية وسمعة الآخرين، ولو كان هناك نظام يوقف مثل هذه الإساءات لطال الجريدة الناشرة والحكم المتحدث جزاءات لا حصر لها، ولكن وبكل أسف، لأنه لا نظام يوقف مثل هذه التجاوزات والإساءات ترك الحبل على الغارب لمن يريد أن يهاجم، ولم يكن هناك قيود أو ضوابط مهنية تحدد خطوطا حمراء لمثل ذلك. والأمل أن يضع المسؤولون في وزارة الإعلام أولا ورعاية الشباب ثانيا حدا لهذه التجاوزات التي تطول العاملين في قطاع التحكيم سواء كانوا من مسؤولي اللجان أو الحكام أنفسهم، وإيقاف كل من تسول له نفسه أن يسيئ للآخرين، وهناك مراجع يمكن الرجوع إليها إذا كان هذا الشخص يبحث عن حق له، أما أن يقول ما يشاء فهذا أمر مرفوض جملة قانونا وعرفا.
وحتى تعاد الهيبة لقطاع التحكيم فلا بد من محاسبة كل من يخرج عن الطريق لحاجة في نفسه. وعلى طريق المحبة نلتقي دائما، بإذن الله.
محطات عاجلة
ـ مباراة الهلال والنصر غدا فرصة للحكم الدولي عبد الرحمن العمري ليقدم نفسه ضمن الحكام البارزين، ولديه ما يؤهله لذلك من خلال لياقته العالية، التي عليه أن يوظفها لأخذ زوايا رؤية ومواقف سليمة تمكنه من اتخاذ القرارات الصحيحة.
ـ تأهل منتخب الشباب إلى نهائيات آسيا بجانب منتخب الناشئين، يؤكد مدى الجهد المبذول لإعداد المنتخب من قبل الاتحاد، وبإشراف مباشر من الأمير نواف بن سعد المشرف العام على المنتخبات السنية، وفهد الحميدي مدير المنتخب، ونبارك للمسؤولين في الاتحاد هذه الإنجازات الكبيرة، والأمل أن يواصل المنتخب تألقه للوصول إلى نهائيات كأس العالم.
ـ ينطبق على الدولي عمر الشقير رئيس لجنة الحكام السابقة المثل الشهير "جزاء سنمار"، فرغم ما قام به تجاه الحكام وما بذله من وقوف معهم وصرف مستحقاتهم أولا بأول وما قدمه من جهود لهم مع أعضاء لجنته، إلا أن هناك، وبكل أسف، من هاجمه لأنه، على حد قوله، لم يعطيه فرصته للتحكيم الداخلي والخارجي.
خاتمة
ورد في الأثر أن آخر ما أدركه الناس من كلام النبوة "إذا لم تستح فاصنع ما تشاء".