ثقافة وفنون

ابقوا في منازلكم واصقلوا أنفسكم بالثقافة والترفيه

ابقوا في منازلكم واصقلوا أنفسكم بالثقافة والترفيه

القراءة والمشاهدات الممتعة تبعث على الطمأنينة وتحقق السلام الداخلي.

ابقوا في منازلكم واصقلوا أنفسكم بالثقافة والترفيه

مشهد من فيلم «كونتيجن».

ها هي معظم صالات السينما في جميع دول العالم تسدل ستائرها وتغلق أبوابها، مستسلمة كغيرها من مراكز الترفيه أمام جحافل ذلك الفيروس القادم من خلف سور الصين العظيم، ذلك المرض الذي زلزل عروش أكبر اقتصادات العالم، فيروس كورونا المستجد، الذي بث الرعب في قلوب الناس وأجبرهم على ملازمة منازلهم، مأسورين بين جدرانها، يعدون الأيام لانقضائه على خير، ويتضرعون إلى ربهم، راجين النجاة، ويتقون عبر اتباع إرشادات منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة، التي أجمعت على حل واحد هو الحجر المنزلي، ولا يقصد بالحجر المنزلي؛ أن يجلس الفرد مع الأقارب والأصدقاء، بل عرف الحجر المنزلي بأنه، الانعزال أو الابتعاد عن أي شخص خارج دائرة العائلة الصغرى، التي يجب أن تتألف من الأب والأم والأولاد، ومع هذا القرار بدأنا نتلمس حالات الضجر التي تلحق بالعائلات المحجورة، فما أبرز وسائل الترفيه التي من الممكن للفرد أن يقوم بها وفي الوقت نفسه تضيف قيمة ثقافية إليه؟

القراءة أولا
تعد القراءة من الأمور المهمة في الحياة، التي تهدئ النفوس وتبعث على الطمأنينة وتحقق السلام الداخلي، لذلك فالوجود داخل المنزل سيفسح لكل محبي القراءة مطالعة آخر الكتب، التي لم يتسن لهم متابعتها بسبب ضغط العمل، وأبرز الكتب التي صدرت أخيرا، والتي تستحق القراءة هي رواية "عندما يثقب الوعي" للروائية السعودية الشابة ملاك إبراهيم العجيلي، التي تحدثت فيها عن الأمومة، حيث تعاني بطلة الرواية حالة العقم. هربا من واقعها المؤلم وانتقادات من حولها بجميع أنواع الإساءات اللفظية والجسدية، تهرب البطلة من عالمها الحقيقي إلى عالم خيالي ينضح بالأمومة.
لاجئ سعودي أما الرواية الثانية، فهي للمؤلف الباحث عادل بن علي الغامدي، تحمل عنوان "لاجئ سعودي"، وتحكي الرواية قصة لاجئ يعاني تناقضات الحياة بين جنبات الوطن وشتات اللجوء، فظل يبحث عن قطعة من الوطن في سفره الطويل وعن الأمان والحرية، لكنه توفي أثناء رحلة بحثه تلك دون وطن أو عائلة. نالت هذه الرواية الاجتماعية المرتبة الثانية في لائحة الروايات الأكثر مبيعا في معرض الكتاب الدولي في الرياض.
وللتلفاز وقته.. إن الحجر المنزلي، الذي يعيشه العالم اليوم يحث كثيرين على التنقيب عما يشغل وقتهم غير القراءة، وبما أن صالات السينما مقفلة هذه الأيام، فليس أفضل من جمع العائلة على مسلسل ضخم أطلقته شبكة "نتفليكس" وهو مسلسل "ذا ويتشر"، الذي ينافس مسلسل "صراع العروش" وتقع أحداثه في قارة خيالية، سكنها منذ آلاف الأعوام الأقزام، ومن ثم وصل المستعمرون البشر قبل خمسة قرون من أحداث القصة ونشبت الحروب والصراعات بين الأجناس المختلفة. إلى أن حدثت كارثة سحرية تسمى التحام الأكوان، وفتحت بوابات سحرية دخلت منها الوحوش التي غزت العالم.
وإذا ما أردتم الاجتماع على مسلسلات سعودية، يمكنكم متابعة المسلسل السعودي "بالساعة"، الذي يعالج معاناة مكاتب العاملات المنزليات، في إطار تشويقي كوميدي، حيث بدأت المشكلة عندما قررت أسماء وأمل الحصول على قرض من البنك بقيمة مليون ريال، لبدء مشروع إطلاق مكتب استقدام العاملات المنزليات، وهما تعتقدان أن هذه المهنة يجب أن تكون بإدارة نسائية 100 في المائة، وإنه لخطأ كبير أن تكون مكاتب الاستقدام فقط للرجال أو هكذا أصبحت، فهما ترددان دائما نحن من نفهم النساء واحتياجاتهن أكثر من الرجال، وبعد تعرضهما لعملية نصب بدأت معاناتهما، حيث تتعرضان لعديد من المواقف والأحداث الكوميدية خاصة بعد الحملة الإعلانية، التي قامتا بها على "السوشيل ميديا"، التي جعلتهما محط اهتمام السيدات وأصبحتا تتلقيان كثيرا من الاتصالات لطلب عاملات منزليات بالساعة، فقررتا أن تقوما بهذا الدور بأنفسهما، تتنكران وتعملان خادمات في البيوت، لسداد القرض فتواجهان عديدا من المتاعب والمواقف الطريفة في آن واحد.
الكورونا في سطور منذ عام 1981 أما إذا ما كنتم تودون الغوص أكثر في روايات وأفلام عن "الكورونا" فلا بد لكم من قراءة الرواية التي تحدثت عنه في السابق، وهي رواية "عين الظلام" للكاتب دين كونتيز، صدرت عام 1981، وتحدث الكاتب فيها عن فيروس يطور في منطقة "ووهان" الصينية، التي تعد الموقع الذي انتشر منه فيروس كورونا الجديد، الذي بات يعرف باسم "كوفيد-19".
وتحكي الرواية أن هذا الفيروس، الذي سُمي "ووهان-400" هو سلاح مثالي، فهو يصيب ويؤثر في البشر فقط، ولا يمكن لأي مخلوقات أخرى حمله، وتحدث الكاتب عن عالم صيني منشق يدعى لي تشين لجأ إلى الولايات المتحدة الأمريكية حاملا سجلات سرية عن أكثر أخطر وأهم الأسلحة البيولوجية في الصين على مدى عقد من الزمن، هو هذا الفيروس الخطير، الذى تطور في مختبراتهم خارج مدينة ووهان لنشره والحد من عدد سكان الأرض.
الكورونا في فيلم كونتيجن في عام 2011 تم طرح فيلم "كونتيجن" الذي لم يشهد إقبالا شديدا آنذاك، رغم وجود نجوم ومشاهير، من ضمنهم مات ديمون، وجود لو، وجوينث بالترو، وكيت وينسلت ومايكل دوجلاس، لكنه عاد إلى الأضواء بعد انتشار فيروس كورونا المستجد نظرا إلى تشابه الأحداث بين الفيلم وما يحصل على أرض الواقع في أيامنا الحالية، وتدور قصة الفيلم حول الثيمة الأمريكية الشهيرة، التي تحذر من فناء البشرية بسبب انتشار عدوى مرض غير معروف، يبدأ الفيلم بمسح للتعداد السكاني في مدن عدة من دول العالم، مع لقطات لأشخاص يبدو عليهم التعب، ثم يموتون فجأة بعد تزايد حدة الأعراض الشبيهة بأعراض مرض الإنفلونزا، ومع انتشار الوباء عالميا يبدأ المتخصصون في تتبع مصادر الفيروس، ليعرفوا أنه انتقل من سيدة أمريكية كانت في زيارة لمدينة هونج كونج، مع استمرار التحريات الخاصة بمنظمة الصحة العالمية يبدأ الأمر في التكشف، لنعرف أن بداية المرض ظهرت بسبب خفاش نقل المرض إلى خنزير في إحدى المزارع، فأصبح الخنزير حاملا للمرض، ثم قام أحد طباخي المطاعم بطبخ لحم الخنزير، وصادف أن صافح الطباخ السيدة الأمريكية دون أن يغسل يديه بالماء والصابون، ومن هنا بدأ الوباء في الانتشار.
إن العالم أجمع أمام عدو مجهول، يدخل ويفتك بالبشر دون سابق إنذار، لذلك لا بد من مواجهته بالصبر والإصرار، ولأن الحجر المنزلي هو السبيل الوحيدة لمنع انتشار المرض، يجب على الجميع التقيد بهذا الأمر، حفاظا على سلامتكم وسلامة عائلاتكم وأحبائكم، فابقوا في منازلكم واصقلوا حجركم بالثقافة والترفيه.
فيلم "كونتيجن" الذي لم يشهد إقبالا شديدا آنذاك عاد إلى الأضواء بعد انتشار فيروس كورونا المستجد نظرا إلى تشابه الأحداث

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون