الشباب وممانعة وزارة المالية!
الشباب هم رجال المستقبل وأمل البلاد وهم الركن والأساس في بناء أي دولة اقتصادياً ومعرفياً.. بل هم محور الاتجاهات الفكرية التي تقرأ ما سيكون عليه البلد في المستقبل. هم الأهم والركيزة والمنطلق .. لكن هل وعت وزارة المالية ذلك؟ ما الذي فعلته لأجل أن يكون شبابنا في محل القدرة والمسؤولية؟ .. هي، أي وزارة المالية، تعتقد أن ذلك من مسؤوليات وزارات أخرى كالبلدية والقروية ورعاية الشباب، هي تؤكد على ذلك في الوقت الذي تمنع فيه المخصصات التي تساهم بإنشاء أجيال شابة قادرة على الرقي والنمو.
دعونا نستشعر مشاكل الجيل الحالي لنجد أن أهمها عدم وجود المراكز الشبابية القادرة على احتواء الشباب والشابات، تلك المراكز التي تعد بشكل جيد لتمتص حماسة وتطور فكرهم بعدما أعياهم أولئك الضالون المتطرفون من المتبارين على دفعهم لمحاربة مجتمعهم، أو من السفلة المتاجرين بالمخدرات، كيف لا .. والفراغ قادر على أن يصنع المشكلة .. فخطر الدخول إلى عقولهم أو أجسادهم قائم في ظل اتكالية مملة من قبل جهاتنا الرسمية كل يرمي بخطيئته على الآخر، والضحية الشباب، ومن ثم المجتمع وأهله وارتقائه وتطوره.
هو ناقوس خطر يدق ويدق، يبدو أن جهاتنا المعنية لم تستشعره، ولم تكلف نفسها حتى بالضغط على من تنعموا بالربحية الهائلة من خير هذا البلد كالبنوك والشركات لأجل دفعهم للمساهمة في تنمية هؤلاء الشباب، وكأن الأمر لا يعنيها.
يجب أن نستشعر مشاكل جيل الشباب، ويجب أن نستنفر لنعينه على نفسه، ويجب أن نؤكد على أهمية الاعتناء به، لأننا إذا لم نفعل، فهناك غيرنا من سيفعل، وشواهد الإرهاب والإدمان قائمة وقريبة عهد بالحدوث.
قد يقول قائل إن ما يعاني منه الشباب يذهب في معظمه إلى الجانب الوظيفي والاطمئنان الاقتصادي، ونقره على ذلك، لكن .. في مراكز الشباب التي تحتوي على ما يحتاج إليه فكرياً وبدنياً من تلك التي تشرع أبوابها في المساء وعبر كل حي في كل مدينة من بلادنا وسط عمل تربوي واجتماعي خلاق، الحل الأمثل، نعلمهم كيف يقضون أوقات فراغهم، ننمي فيهم كيف هو الوطن والولاء له، وكيف يسمو هذا الوطن فوق كل الولاءات الشاذة والمتطرفة، لكن على وزارة المالية أن ترخي يدها قليلاً ولتحسب أن في الأمر أهمية لأنها ستساهم في خلق الشعور بالتكامل، وبالتأكيد على أن مجتمعه (أي الشاب والشابة) قادر على أن ينهض بكل قدراته، مجتمع يتقبل أفكاره وينميها، ليجد القبول الاجتماعي والمساهمة الفاعلة في تنمية شخصيته.
نقول أن الاهتمام بالشباب والشابات بكل ما تعني الكلمة جزء مهم من عمل الدولة تجاه الشباب، لأنه يساعد على الاستقرار الاجتماعي والسياسي ويؤثر في التنمية الاقتصادية. من هذا فعلى وزارة المالية أن تبذل جهوداً أكبر وأموالاً أكثر لأن أهمية هذا الأمر كبيرة وملحة.