زواج في السجن

ذهبت بعيدا وأنا أفكر في حالة العشق التي دفعت فتاة للزواج من شاب يقبع خلف القضبان، واستعدت لأن تعيش بانتظار خروجه من السجن لتكتمل فرحتهما. تذكرت كل القصص الرومانسية التي تركز على كم الوفاء الذي تقدمه المرأة عندما تحب، وهو ما تثبته البحوث العلمية إذ تؤكد أن المرأة إذا أحبت بصدق، نسيت كل الحواجز والموانع التي يوجدها المجتمع لإيقاف اندفاعها وراء قلبها.
الفكرة نفسها جميلة ودليل على الوفاء ومنها استعداد العروس لأن تنتظر عريسها. ولعل من المهم أيضا أن أذكر أن ولي أمر الفتاة رجل عاقل ومتمكن إذ وافق على الزواج ما دام الحب هو الدافع، وما دام انتظار ابنته سيولد لها في النهاية السعادة التي تريد.
يبقى الدور الأهم على العريس الذي حظي بهذه الفرصة الرائعة ليكون بدوره مخلصا لفتاته عندما يفرج عنه، وليقدر التضحية التي قدمتها عروسه في المقبل من الأيام. على أن الحال سيتغير وستظهر مع الأيام الصعوبات التي قد تعكر مزاج العريس وعروسه أياما أو شهورا، لهذا يمكن أن يسترجع الشاب هذه الذكرى التي قدمتها له عروسه ليكون أكثر الناس تقديرا وحبا لها.
الزواج يبعث السكينة، وهو ما قدرته إدارة السجن التي نظمت حفل الزواج وأسهمت في إقناع أطرافه بأهمية الاحتفال حتى وإن كان الإفراج عن السجين لا يزال بعيدا، لكنه بحول الله آتٍ. يمكن أن نتوقع أن يكون الشاب أكثر انضباطا اليوم بعد أن أصبح يشعر بالمسؤولية تجاه الأسرة التي كونها، وهو ما سيسهل عودته عن السلوك الخاطئ الذي أدى به إلى السجن.
هذه الحالة الاجتماعية والنفسية يمكن أن تدرس من قبل جهات التوعية والرقابة والجزاء، لتنتج عنها حلول واقعية يمكن التعويل عليها في السلوك القادم لوكالات وجهات الإصلاح المجتمعي التي تنتشر في المملكة، وقد يكون هذا سببا في انتفاء ارتباط المواطن بالجريمة وهو ما ستؤكده نتيجة البحث الذي يمكن أن يشمل كل وحدات السجون التي ستستفيد حتما من انخفاض الجريمة، بل إن الفائدة ستعم البلاد كلها.
نبارك للعريس والعروس ونتمنى لهما الرفاهية والبنين، ونتمنى أن تكون هذه بداية جديدة ومختلفة للشاب السعودي وفكرة تسهم في خفض أعداد الجرائم وتأثيرها في المجتمع.الجحلي

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي