Author

تي دبليو دبليو

|
قبل فترة كنت أمشي وأرد على رسالة عاجلة عبر جهاز جوالي. وفجأة سقطت بعد أن تعثرت بحاجز خرساني لم أتنبه له إثر انشغالي بالكتابة. الحمد لله الإصابة كانت طفيفة لكني أعتبرها جرس استيقاظ جعلني أعمل جاهدا على تجنب الكتابة في أثناء المشي. سألت نفسي بعد سقوطي: ماذا كان سيحدث لو أرجأت الرد على الرسالة إلى ساعة لاحقة بعد أن أعثر على مقعد أجلس عليه؟ بلا شك سيكون خيارا أفضل من التعرض لسقوط ترك بعض الرضوض والألم الذي لم أتجاوزه إلا بعد أسبوع تقريبا. تتأخر ساعة خير من أن تتأخر أسبوعا. لست الوحيد في هذا العالم المتخم بالأجهزة الهاتفية المحمولة الذي تعرض لهذا السقوط. فالآلاف يتعرضون إليه يوميا، واللافت أن هذه الظاهرة أدت إلى ولادة مصطلح عالمي جديد وهو الكتابة عبر الجوال في أثناء المشي TWW، وهو مختصر باللغة الإنجليزية لمصطلح: Texting While Walking وتشير الدراسات الأمريكية إلى وجود نحو 1400 مصاب يتعالجون شهريا في طوارئ مستشفيات أمريكا إثر إصاباتهم بسبب الكتابة عبر الجوال. ونشرت مجلة "فوربز" رغبة عديد من الولايات الأمريكية في سن قوانين وتشريعات لمعاقبة الأشخاص الذين يكتبون وهم يمشون. فهناك مطالب كثيرة في ولاية أركنساس لإقرار تشريع يجرم الكتابة في أثناء المشي بسبب أرقام المصابين المتزايدة. يجب فعلا أن نعمل معا للحد من الكتابة في أثناء المشي لخطورتها البالغة على الجميع. وربما خطورة هذه الظاهرة ترتفع مع مرور السنوات المقبلة لأن الجميع معرض لها. فسائقو المركبات رغم عددهم الكبير يعدون أقل من حاملي الجوالات. للأسف في مجتمعاتنا العربية هناك غياب تام عن التوعية بخطورة هذه الظاهرة التي باتت تتعاظم وتلتهم مزيدا من الضحايا يوميا. يقول كيفن داين، لصحيفة "وول ستريت جورنال" أنه خسر يده بسبب رسالة نصية كتبها وهو يمشي على قدميه وتعرض لحادث. وأتمنى ألا يخسر العالم مزيدا من الأيدي والأقدام والأرواح بسبب رسالة "واتساب" أو تغريدة نكتبها على "تويتر" ونحن نمشي.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها