رسائل رمضانية «2»

في المقال السابق أرسلت رسائل رمضانية للزوج تساعده على فهم نفسية زوجته في هذا الشهر الكريم ومن باب العدل أرسل هذا الأسبوع رسائل للزوجة تساعدها على فهم نفسية زوجها وهو صائم ..
- من أصعب الأوقات على الزوج أن تناقشه زوجته بموضوع شائك وهو صائم وتتعمد استفزازه بعنادها، وعدم موافقتها على تأجيل النقاش إلى ما بعد الفطور، هذا من شأنه أن يضخم الأمور يعقدها ويخرج الزوج عن طوره و"ينشف ريقه" ويدفعه للتصرف بعصبية لا تتناسب مع حجم المشكلة ولا روحانية الشهر؛ لذلك لا تناقشي زوجك قبل الإفطار فالمزاج يختلف للأفضل بعد الإفطار.
- مما لا يعرفه كثيرون أن المرأة تمتلك الصبر على مشقة الصيام أكثر من الرجل ولذلك حين تبدأ الطفلة في الصيام فإنها غالبا تكمل يومها الأول بخلاف شقيقها الذي يبذل والداه جهدا كبيرا ليعوداه على الصيام، وحين تكبر هذه الطفلة تتحمل الطبخ والنفخ والجلوس في المطبخ لساعات طويلة أحيانا دون مكيف من أجل إعداد سفرة الإفطار في رمضان في الوقت نفسه الذي "يطفش" فيه الزوج من حرارة الجو والعطش والجوع؛ لذلك يجب على الزوجة ألا تقارن بين قوة صبرها وصبر زوجها وألا تعايره بكثرة استرخائه و"تبطحه" تحت هواء المكيف في شهر رمضان، فمن تتحمل آلام الولادة لا بد أن تدرك جيدا أنها تختلف عن الرجل فعليها ألا تكثر من تذمرها وشكواها فتفسد أجواء الأسرة وتنكد على نفسها وأطفالها؛ لذلك لا تفسدي أيام صيامك بمقارنة وضعك اللاهث بوضعية الزوج المسترخي بل استمتعي بما تقدمين وتذكري انك مأجورة على ذلك.
- عودي نفسك على مفاجآت الزوج في رمضان فقد يفاجئك بدعوته لقريب على الإفطار ولا يخبرك بذلك إلا قبلها بساعة أو أقل، وقد يفاجئك بعد أن تكلفت بإعداد سفرة الفطور له بأنه "معزوم" عند أهله، وقد يفاجئك بعبارة "بس ومن اليوم بالمطبخ وهذا اللي سويتيه"، توطين نفسك على المفاجآت سيريحك ويجعلك أكثر ثباتا وامتصاصا للصدمة وتحكما في أعصابك؛ لذلك لا تجعلي مثل هذه الصغائر تحبطك وتفسد عليك روحانية الشهر.
- لا تشعري زوجك وأطفالك وأسرتك بشكل عام أنك مجرد طباخة في هذا الشهر الفضيل، بل اصنعي وقتا لنفسك تحلقين فيه في سماء الروحانية الجميلة وتنفردين فيه بمصلاك مع ربك وقرآنك، واسرقي وقتا للاسترخاء والتأمل وشحن طاقتك من جديد والاهتمام بنفسك داخليا وخارجيا؛ فكونك زوجة وأما في رمضان ذلك لا يعني أن يتم استهلاكك لآخر قطرة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي