نفــاق العشاق (2)
ذكرنا في عدد سابق عن التعريف اللغوي (للعشق) الذي هو – الإفراط في الحب – والذي بعده (الشغف) ثم (الهوى) وذكرنا بعض الأمثلة "لنفاق العشاق" وفي هذه الحلقة نذكر بعض ما قاله الشعراء: عن (نفاق العشاق).
والشاعر معروف الرصافي لفت انتباهه فتاة – عاشقة صادقة – غالبا ما تجهش بالبكاء وتتنهد فسألها عن سر بؤسها:
فقالت وقد ألقت على الصدر كفها تشد ضلوعا ينطوين على جمر
لك الخير من حر يسائل حرة شكت هجر بعل لم يكن بالفتى الحر
سقاني بكأس الحب حتى شربتها ولم أدر أن الحب ضرب من الخمر
سأحمل ما قد حملتني يد الهوى من الوجد حتى يحملوني إلى القبر
والشاعر ابن الكيزاني يقول عن "مدعي الهوى":
ما أودعوك مع الغرام وودعوا إلا ليتلف قلبك المشتـــاق
وتنح عن دعوى هواك فإنـه إن لم تمت يوم الفراق نفـاق
بينما الشاعر ابن نباتة السعدي يقول إن النساء أيضا فيهن من (تدعي الود) ولكنها (أرقم معلقم) كما قال:
ولا تجعلن لطلاق عرسك علّة إن الطوالق ما لهنّ طلاق
ضحكت إليك كما ضحكت أراقم تفتر عن أنيابها الأشداق
وهذا الشاعر المسكين ابن عنين يتوسل كل وسائل الاتصالات (لإخبار هاجرته):
خبّروها بأنه ما تّصدى لسلوّ عنها ولو مات صدّا
وقفت للوداع وقفة هاز هازل والغرام بي جدّ جدّا
والنفاق والأكاذيب في "عالم العلاقات العاطفية" أكثر فتكا من النفاق والأكاذيب في عالم (العلاقات الدولية) ... والنجاة من فخاخها هي (استعمال العقل) ... و"اعقل وتوكل". أو فلتكن العلاقة أفلاطونية (الحب من أجل الحب) أو عليك "بالحب العذري" ... كما قال الملك الأمجد – أحد ملوك الأيوبيين:
فمن لغرام ليس يخبو ضرامه إذا الريح لي برياكم بردا
أو كما قال الشاعر الهمداني:
يا عاذلي في الحب دعني في الهوى
فالمذهب العذري ويحك مذهبي
والحديث عن "الحب العذري" أو الأفلاطوني يحتاج إلى حلقة أخرى.