نفــاق العشاق (1)
العشق الصادق لغة هو (الإفراط وأكرر الإفراط في الحب) وأولى درجات (الحب) هي (الهوى) وهو ميل النفس الأمارة ... وبعد "الهوى" يكون "العشق" وإذا حرُم العاشق ولذع الحب شغاف القلب ... فيكون (الشغف) ثم (الهوى) وهو لهيب الحرقة وشدة الوجد... ثم يدخل العناية المركزة ويصبح (متيما) ثم (الهيام) كمجنون ليلى.
أما العاشق المنافق فهو (زير النساء) أو (خدن النساء)، الذي يحادث النساء ويخادعهن... وهذا العاشق المنافق هو موضوع هذه الحلقة وأمثاله ما ذكره الشيخ سلمان بن العودة: عن تغرير (عاشق منافق) بفتاة قاصر بواسطة – الحب الكاذب- بكلام على الهاتف ثم لقاء ثم... حمل وإجهاض... وأخرى خدعها عاشق كاذب أيضا وصلت إلى مرحلة (الحمل والإجهاض) ... وثالثة ورابعة ثم ألف ومائة ألف ومليون ومئات الملايين... تكون هذه النتيجة أوهاما وسرابا وخرابا.
ولأن "العشق في المراهقة" فيه قصر نظر وخداع بصر، فإن نسبة الطلاق في دراسة أجريت بين 1500 زوج وزوجة (تزوجوا عن حب) أجراها دكتور إسماعيل عبد الباري كانت نسبة الطلاق 75 في المائة... بينما نسبة نجاح الزواج التقليدي القائم على التريث والتروي ودراسة تبادل المنافع والمصالح هي 95 في المائة... وفي دراسة ميدانية فرنسية قالت إن 85 في المائة من زواجات الحب والغرام المزعوم انتهت بالطلاق.
وتقول دراسة أمريكية قام بها عالم الاجتماع وليام روبنسون إن العمر الافتراضي للحب المعاصر هو ثلاث سنوات لأنه حب لم يصل إلى مرتبة "العشق"، الذي قال عنه نزار قباني لحبيبته:
آه .. الحب قصيدة مكتوبة على القمر:
والحب مرسوم على جميع أوراق الشجر...
والحب منقوش على ريش العصافير وحبات المطر...
وكثير من الشعراء يشهدون على (نفاق العشاق) ومنهم حسن بن علي اليمني الذي قال...
حيث الظباء لهن سوق في الهوى فيها لألباب الرجال (نفاق)
وحذار من تلك الظباء فما لها في الحب لا عهد ولا ميثاق
والذي قال شاكيا:
أيا من تجرعت من فقده كؤوسا من الصبر مر المذاق
فرب أمرئ دمعه فايض ولكنه فائض عن نفـــاق
والعاشق المنافق .. هو من يدعي "الهوى" كما قال الشاعر محمد الصفاقسي:
حرام على قلبي السلو وإن أبى عذول يرى أن السلو له حل
لئن كان يسلو الحب من "يدعي الهوى فعن حب من أهوى وحقك لا أسلو
"والمرأة" العاقلة وليست المراهقة تشك في (أمانة الرجل) ولسان حالها المثل القائل (يا مآمنة بالرجال يا مآمنة الماء في الغربال؟!) – ولا يلجم خيانة الرجال سوى "شدة الوازع الديني". والخوف من الله وليس من أي (سلطة).
وفي العدد القادم نكمل عن أساليب الوقاية من (نفاق العشاق).