مشاريع عملاقة دون تراخيص بناء؟!
منذ فترة ونحن نشاهد الإعلانات الكبيرة تزين شوارع مدينة جدة. فهذا برج بـ 100 طابق وذاك مبنى يعد الأول في العالم وآخر سيزيد مدينة جدة جمالا على جمالها. ناهيك عن "العروض" المرئية والمسموعة والمقروءة التي تصلنا عن طريق "البريد السريع" أو بصحبة أحد مسوقي هذه المشاريع والغالبية طبعا تصلنا بطريقة VIP، حيث إننا من أصحاب المال والأعمال والعقار وكتاب في هذا الشأن أيضا وذلك لأمرين لا ثالث لهما.. إما لتسويق "هذه المشاريع لنا وبالتالي تسويقها للغير وإما لجذب اهتمامنا نحوها إعلاميا للكتابة عنها. وها أنا أفعل الثانية، حيث إن "تعلمي" عليه حق الصديق الصدوق خاصة وأنني بكل أسف لم أحضر.. تدشين أي من هذه المشاريع العملاقة ولا لتك الحفلات الكبرى التي أقيمت ببذخ كبير مصحوبة "ببرشورات" إعلامية جمعت كلها في حقائب جذابة تسر الناظرين وذلك لثلاثة أسباب. الأول: لعدم قناعتي بما يطرح إذا لم يضف للوطن في كل جوانبه. والثاني لعدم اهتمامي بالمشاريع السكنية ذات الأدوار المتعددة والتي تصل للمئوية. والثالث لاهتمامي أن تكون هذه المشاريع الكبيرة مرخصة من كل الجهات ذات العلاقة. ولأنني لا أؤمن أبدا بوسائل "الدعاية والإعلان" المتبعة في مثل هذه الحملات التسويقية خاصة عندما اكتشفنا أن عشرات من المشاريع لم تكن "حقيقية 100 في المائة"، وما حدث من تجميع أموال الناس وإدخالها "نفق المساهمات الكذابة" لبعض المشاريع السابقة واللاحقة ما هو إلا دجل على المواطن الغلبان الذي يبحث عن أنصاف الفرص لزيادة دخله لمواجهة "حمى ارتفاع الأسعار" ولكنه يصاب "بسكتة" ضياع حقوقه المادية والنفسية والأمنية فمن سمح بترويج هذه المشاريع سوف يحاسبه الله حسابا عسيرا ولكن هذه المشاريع ولنقل بعضها لم تمر على الجهات ذات العلاقة هكذا سيقول أحد المسؤولين ولم نصرح لها بإقامة هذا البرج وذاك المبنى وتلك المساهمة جميل جدا هذا الجواب وهذا الاعتراض ولكن أليست جدة تحت إدارة أمانتكم أو ليست الإعلانات الكبرى التي تحتل الشوارع تمر إجازتها عبر أجهزتكم؟ وأمور أخرى لا يمكن أن تقوم وتزدهر إلا بعد أن يسمح لها نظاميا بالتحرك والتفعيل، كما أن الحفلات "الترويجية" التي تقام في الفنادق ذات الخمسة نجوم ويدعى لها أهل المال والأعمال، ألا تعلمون عنها وعملية التسويق التي تستجلب أموال الناس فقيرهم قبل غنيهم، ألا تعلمون عنها؟ سيقول قائل أيضا لسنا مسؤولين عنها ولم "نعطها" ترخيص بناء حتى الآن وما حدث لسنا مصرحين به. الجواب يا أيها المسؤولون كيف تباع وتسوق ويعلن عن مشاريع لم تمنح التراخيص؟ أليس من واجب الأمانة أن تحمي الناس؟ وذلك برفض وضع ونشر الإعلانات بكل إعلاناتها إلا بعد الترخيص؟ أو لنقل نشر إعلان تحذيري مفاده أن هذه المشاريع المنتشرة إعلاناتها على الطرق والمباني ما هي إلا "مجرد فكرة" ولم نجزها حتى الآن؟ أليس هذا أحد واجبات الأمانة أن تحافظ على أبناء المدينة من أن "ينهبوا" كما نهبوا سابقا في مشاريع وهمية أو شبه واقعية ظهرت نتائجها لاحقا ولم تبرئ الأمانة ذمتها منها إلا بعد أن وقع "الفأس في الرأس". لقد تقصيت وسألت عدة جهات عن هذه المشاريع وهل هي "مرخصة فعلا فكان الجواب لا ولكنها في طور الترخيص" مجرد إجراءات، ولأن هذه الأجوبة "هلامية" تضر أكثر مما نشر فمن واجب أمانات المدن ومحافظاتها متابعة ما ينشر وما يعقد له من حلقات تسويق وحفلات ترويج عقارية في كل مدن المملكة. ومنع ما يضر الناس والسماح بمن حصلوا على الإجازة ولو عن طريق "الإعلان التحذيري" مثل "إبراء الذمة" أليس هذا أقل الواجبات تجاه الناس الذين يثقون في الإعلانات الكبرى التي من المفترض ألا تفعل إلا بعد التراخيص.. هكذا فهم الناس أو هكذا "أفهموا" لكن أن تسكت هذه الجهات ذات العلاقة "وتتستر" بالصمت حتى تنتهي "الحفلة" والحملة "ثم تصرح لهذه الصحيفة أو تلك بأن لا دخل لهم بهذه المشاريع فهذا في نظري "تواطؤ" وتمرير مشاريع وهمية ضد رزق المواطن الغلبان ويجب أن تعاد الحسابات وتراجع كل جهة نهجها وأمانتها.
خاتمة: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته!