أبو سن
أبو سن مراهق تافه ظهر لأول مرة في "السوشيال ميديا" وتحديدا في تطبيق "يو ناو" وهو يعاكس فتاة أمريكية تدعى "كريستينا"، انتشرت مقاطعه بشكل كبير، وهو الأمر الذي دفعه إلى مزيد من الظهور والإسفاف.
يقول أبو سن في تعليق على المقاطع التي كان ينشرها بين فترة وأخرى: "كل ما أبحث عنه هو إسعاد الآخرين، أشعر بسعادة عندما أرى ردود المعلقين وهم سعداء"، ولا شك أن هذا المراهق وغيره كثير من الجهلة والمعتوهين هم صناعتنا، ونحن من منحهم ذلك الشعور بأن أطروحاتهم "شيء مهم"، يبعث السعادة لنا وهو ما أسهم في انتشارهم بشكل كبير.
لا أرى أي إسعاد من خلال المجاهرة بالمعاكسة والإسفاف والمفردات النابية، لا أدري كيف فهم أبو السن أن "الضحك عليه" وعلى مقاطعه هو إسعاد للآخرين، كيف وصل الأمر بهذا الصبي المراهق الذي لم يتجاوز عمره الـ 19 الشعور بأن التجرد من الأخلاق يمنح الآخرين السعادة، لا شك أن أبا سن وغيره كثير يدفعون للشفقة في المقام الأول، والاشمئزاز ثانيا، والتقزز ثالثا، ولا يمكن أن يشعر المرء العاقل بأي شكل من أشكال السعادة وهو يشاهد مقاطعهم المقززة والمتجردة من الأخلاق.
تحركت السلطات الأمنية وتابعت "أبو سن"، حتى قبضت عليه، وأودعته السجن وأحالت ملفه إلى هيئة التحقيق والادعاء العام للنظر في أمره وتطبيق النظام في حقه، ولفت انتباهي في بيان شرطة الرياض وهي تعلن القبض عليه عبارة "الأخذ بيده" في إشارة إلى تبرير أسباب القبض عليه.
لا شك أن كثيرين في مواقع التواصل الاجتماعي يحتاجون إلى الأخذ بأيديهم، ولكن هل هذا الأمر من اختصاص الدولة؟ أين دور الأسر وهي تشاهد أبناءها بالصوت والصورة في مواقع مخلة بالأدب؟ أين دور الأب والأم والإخوة الكبار؟ لمَ لا يأخذون بأيدي أبنائهم وإرشادهم ومناصحتهم وتربيتهم التربية السليمة قبل أن تتدخل الدولة والجهات الأمنية للأخذ بأيديهم ومعاقبتهم لتردعهم وتعيد تربيتهم من جديد.
ما أعنيه أن أي مراهق في منزلي أو منزلك أو أي منزل سعودي، ومع هوس السوشيال ميديا والشهرة سيصبح عرضة لأن يكون "أبو سن" آخر، ويجب علينا أن نتقي الله في رعيتنا من أبناء وبنات وأن نراقبهم ونوجههم ونناصحهم ونبين لهم الخطأ من الصواب، لكيلا نجدهم في السجون وعرضة للعقاب وأن تتدخل الدولة في الأخذ بأيديهم في حين أن هذا الأمر من اختصاص الأسر وأرباب البيوت في المقام الأول.