دولة العصابة
لا يستمر النظام الإيراني بلا إرهاب. هذا ليس كلاما نظريا، بل واقع عملي يثبته تاريخ هذا النظام المخرب المليء بالأحداث والوثائق والتداعيات. وبالتالي فهو يولي الاهتمام والدعم والتمويل والاحتضان لكل ما يؤدي إلى استمرار الإرهاب، بصرف النظر عن الوسائل، وطبيعة الضحايا، ومستوى الخراب، وحجم الآلام التي يتركها. لا فرق عند هذا النظام الشيعي الطائفي الإرهابي، بين طفل على مقعد دراسته، أو دبلوماسي يعتقد أنه يسير بأمان، أو جندي مدجج بالسلاح. المهم أن تتم العملية الإرهابية هنا وهناك، وأن تحقق أهدافها الفظيعة، وكل شيء بعد ذلك مسائل ثانوية لا قيمة لها. لقد أسس نظام الملالي في إيران بحق "إرهاب الدولة". لماذا؟ لأنه مأسس الإرهاب، وجعله استراتيجية بعيدة المدى! وإذا كان هذا النظام الفاشي يخفي في بداية أيامه حقائق جرائمه، فإنه لم يلبث أن بدأ بالإعلان عنها متفاخرا. إنها سلوكيات العصابات في شكل دولة.
أمام هذه الجرائم الإرهابية، ضبطت السعودية نفسها، لا لشيء إلا كي تترك المجال أمام هذا النظام لكي يعرف أن الله حق، ولكي يفهم أن الخلافات "إن وجدت" مهما كبرت يمكن حلها بالدبلوماسية. لماذا الدبلوماسية؟ لكيلا يتأذى الأبرياء ولا يعم الخراب ولا تنتشر الفوضى، وأن ينعكس التفاهم بالخير على المنطقة كلها، وأولها الشعب الإيراني الذي يمكن القول، إنه الرهينة الأولى الكبرى لهذا النظام. لم يستثمر نظام الملالي في شعبه أي شيء، ولم يحقق له الحد الأدنى المقبول للعيش، فالذي يفعله منذ ثلاثة عقود. أنه حول الاستثمارات الممكنة وغير الممكنة نحو مؤسساته الإرهابية، وعصاباته التي تتوالد كالفئران، وعلى تحالفات شيطانية مروعة. لم يترك نظاما وحشيا إلا وتحالف معه، ولا قاطع طريق إلا ودعمه. وهذا طبيعي، عندما يكون الإرهاب استراتيجية وغاية وهدفا.
ملفات إيران الإرهابية لا توجد فيها فواصل ولا استراحات! إنها متواصلة الأحداث الفظيعة. وحتى عندما خضعت إيران لعقوبات عالمية مشددة، وجد النظام الطائفي في طهران، المال اللازم لدعم استراتيجيته، من خلال سرقة مقدرات الشعب الإيراني نفسه، وأيضا عن طريق الاحتيال والالتفاف على العقوبات من خلال مؤسسات وهمية وشركات إجرامية وشبكات خارجة على القانون الدولي. ولأن الأمر كذلك، لا معنى للقوانين والاتفاقات والمعاهدات الدولية عند دولة الإرهاب، وبالتأكيد لا مكان للمبادئ الأخلاقية عندها أيضا. إنها ببساطة استراتيجية الأشرار لكنهم في الوقت نفسه جبناء، يستهدفون كل شيء وأي شيء. يفجرون المدارس والمخابز ودور العبادة، والبعثات الدبلوماسية، ويقومون بكل هذا، من منطلق طائفي قومي دنيء. الفضائح الإرهابية الإيرانية كثيرة، تعكس بطبيعتها على مدى عقود حقيقة نظام لا صديق له إلا الشر. فكيف يمكن الشعور بالطمأنينة تجاهه كجار؟!
لم تظهر إيران أي نية على مدى العقود الثلاثة الماضية أو أي إشارة إلى أنها يمكن أن تكون طرفا محاورا قادرا على حل الخلافات والمشكلات بالوسائل السلمية والدبلوماسية، والتفاهمات بمعايير الجار. وإن فعلت ذلك للحظة واحدة، فهي في الواقع تمارس ما تتقنه بالتقية الخبيثة. هذه الأخيرة وحدها تصبح استراتيجية عند النظام الإيراني الشيعي الطائفي الإرهابي، وقتما يستدعي الأمر ذلك. المهم التخريب، والتخريب فقط، من خلال العمليات الإرهابية المباشرة، أو عبر التسرب إلى البلدان المستهدفة ونشر الفتن والقلاقل والاضطرابات. هذه أيضا استراتيجية محورية لدى طهران، التي تفضل أن تقتل وتقتل الأبرياء، على أن تنجح في مشروع تنموي واحد ليس خارجها بل داخلها! لا داعي لاستعراض تاريخ إيران الإرهابي، لننظر فقط في الوقت الراهن حولنا، ونعرف مستوى وحجم وبشاعة وفظاعة هذا الإرهاب في سورية والعراق ولبنان واليمن والبحرين والمملكة والكويت.