رئيس كأس العالم للرياضات الإلكترونية: مؤتمر NGSC في الرياض منصة لجذب استثمارات للقطاع

رئيس كأس العالم للرياضات الإلكترونية: مؤتمر NGSC في الرياض منصة لجذب استثمارات للقطاع

رئيس كأس العالم للرياضات الإلكترونية: مؤتمر NGSC في الرياض منصة لجذب استثمارات للقطاع
الرئيس التنفيذي لمؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية رالف رايشرت

تستعد العاصمة السعودية الرياض غدا السبت وعلى مدى يومين، لاستضافة مؤتمر الرياضة العالمية الجديدة، الذي يواكب كأس العالم للرياضات الإلكترونية التي تختتم منافساتها 24 أغسطس الجاري، حيث يعد المؤتمر منصة تجمع صناع القرار والمبتكرين والمستثمرين والرياضيين والمبدعين، إلى جانب الاستثمارات وتكوين الشراكات الداعمة للقطاع، وفقا لما ذكره الرئيس التنفيذي لمؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية رالف رايشرت، في حوار مع "الاقتصادية" قبيل انطلاق أعمال المؤتمر، فيما يلي نصه:

ما الأثر الذي يعود على الرياض من خلال استضافتها مؤتمر الرياضة العالمية الجديدة، الذي يستقطب نخبة من القادة العالميين ورواد الأعمال؟

تشهد مدينة الرياض تحولا نوعيا يعزز مكانتها كمحور عالمي للاقتصاد الرقمي ومستقبل الرياضات الإلكترونية، ويأتي مؤتمر الرياضة العالمية الجديدة (NGSC) ليكون محفزا رئيسا لهذا التحول، فمن خلال استقطاب نخبة من القادة العالميين ورواد الأعمال، يفتح المؤتمر آفاقا جديدة أمام المدينة، ويرسخ حضورها كوجهة رائدة تجمع بين الابتكار والتكنولوجيا والترفيه.

تنعكس مكاسب استضافة المؤتمر على عدة مستويات، بما فيها تنشيط قطاع الضيافة والنقل والأنشطة الترفيهية، إلى جانب إبراز استثمارات المملكة الطموحة في البنية التحتية الرقمية، واحتضانها مجتمعا شبابيا حيويا يؤمن بالمستقبل ويسهم في صياغته.

يعد NGSC أفضل منصة لطرح حوار عالمي يتبنى أولويات المملكة، ويعزز صورتها كدولة حديثة تقود مسار التطور في هذا القطاع المتنامي، حيث يمكن القول إن مستقبل الرياضات الإلكترونية يُكتب من قلب الرياض.

ما القيمة الاستثمارية التي يحققها الناشرون والشركاء في مثل هذه الفعاليات الكبرى؟

يمثل المؤتمر منصة محورية تجمع بين القيادة الفكرية وصناعة القرار، وتفتح آفاقا واسعة لتحويل الأفكار المبتكرة إلى فرص استثمارية ملموسة. ومن خلال استقطاب المستثمرين الدوليين، وإتاحة التفاعل المباشر مع الجهات الحكومية والمطورين المحليين، وصنّاع القرار، يوفر المؤتمر بيئة مثالية لإطلاق مشاريع نوعية وشراكات إستراتيجية طويلة الأمد.

وقد أسهمت النسخ السابقة من المؤتمر في تحفيز المبادرات والشراكات التي أحدثت نقلة نوعية للقطاع، من مرحلة الهواية إلى الاحترافية المؤسسية، ما عزز جاذبية السوق السعودية للاستثمارات العالمية، ورفع مستوى الاهتمام الإعلامي بها. كما أن استضافة نخبة من الشخصيات المؤثرة على الساحة الدولية تعزز الثقة ببيئة الأعمال المحلية، وتترجم عمليا إلى تدفق أكبر للاستثمارات ونقل الخبرات والمعرفة، بما يدعم النمو المستدام لمنظومة القطاع كاملة.

هل يهتم المؤتمر وكذلك بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية بدعم الفرق الصغيرة أو اللاعبين الجدد، أم أن التركيز ينصب فقط على الفرق الكبرى والعوائد المالية؟

هذا سؤال يلامس تجربتي الشخصية، فقد بدأت رحلتي في عالم الرياضات الإلكترونية مع نادي SK Gaming بإمكانات محدودة، لذا أدرك تمامًا التحديات التي تواجه المواهب الناشئة وأهمية رعايتها منذ البدايات.

لقد صمم مؤتمر الرياضة العالمية الجديدة ليكون منصة تجمع صنّاع القرار والمبتكرين والمستثمرين والرياضيين والمبدعين، إلى جانب الجيل القادم من القادة المؤثرين الذين يشكلون مستقبل الألعاب والرياضات الإلكترونية. ونحن نؤمن بأن رأس المال البشري هو الاستثمار الأهم والأكثر استدامة.

المؤتمر يُلهم الجيل الجديد ويسهم في تمكينهم، سواء كانوا مطورين، أو لاعبين محترفين، أو رواد أعمال، أو منشئي محتوى. ومن خلال الكلمات الرئيسية، والجلسات الحوارية، وورش العمل، يكتسب الشباب رؤى جديدة ويتعلمون من تجارب مُلهمة، كما تُفتح أمامهم قنوات للتدريب، والمنح الدراسية، وفرص ريادة الأعمال، بما يضمن استدامة القطاع بكفاءات مؤهلة.

لا يقتصر الدعم على الأفراد فحسب، بل يشمل أيضًا مطوري الألعاب وفرق الإنتاج. ويعد برنامج "شركاء الأندية" التابع لمؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية مثالاً حيًّا على التزامنا ببناء منظومة مستدامة للفرق بمختلف أحجامها، من خلال توفير التمويل والدعم المباشر لتعزيز نموها واستقرارها على المدى الطويل.

ما الإستراتيجيات التي تستخدمونها لجذب مزيد من الرعاة والمستثمرين إلى الحدث؟

يمثل قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية فرصة اقتصادية واعدة، ويأتي المؤتمر ليكون المنصة المثالية للمستثمرين الدوليين الراغبين في دخول هذه السوق المتنامية. فالمملكة تمتلك سوقا شابة ضخمة، تمتلك رؤية طموحة، ودعمًا حكوميًّا قويًّا، وبيئة تنظيمية مشجعة، ويمنح المؤتمر هؤلاء المستثمرين فرصة مباشرة للتواصل مع الجهات الحكومية، والمطورين المحليين، وصنّاع القرار.

تكمن قوة المؤتمر في قدرته الفريدة على الجمع بين عوالم القطاع، ليكون الحدث الوحيد الذي يجمع هذه القطاعات تحت مظلة واحدة، ما يتيح للعلامات التجارية والمستثمرين الوصول إلى جماهير متنوعة وتفاعلية على نطاق واسع.

كما يركز المؤتمر على استكشاف فرص استثمارية نوعية في مجالات حيوية، مثل تطوير البنية التحتية، وإنشاء الأكاديميات ومراكز التدريب، والاستثمار في المحتوى الإبداعي والتقنيات الناشئة، ومن خلال المؤتمر، نؤكد أن المملكة ليست مجرد سوق جاذبة، بل شريك فاعل ومبتكر حقيقي يسهم في صياغة مستقبل هذه القطاعات عالميًّا.

ما أبرز التحديات التي تواجهكم، وكيف تقيّمون تجاوب الناشرين الكبار مع الحدث المقام في الرياض؟

يكمن التحدي الأكبر في جمع هذا العدد الهائل من العناوين والجهات المعنية المتنوعة، مع ضمان حماية حقوق الملكية الفكرية واستكشاف نماذج إيرادات مبتكرة. إنها مهمة معقدة تتطلب تنسيقا عاليا ورؤية مشتركة. ومع ذلك، فإن الدعم الكبير والاستعداد للتعاون الذي أبداه كبار الناشرين، يعكس إيمانهم العميق بمستقبل هذه القطاعات.

وقد استجاب الناشرون بإيجابية كبيرة، مع تركيز واضح على نماذج مشاركة تحافظ على الملكية الفكرية وتفتح في الوقت ذاته آفاقًا لمصادر دخل جديدة. ويضم المؤتمر ممثلين عن جهات عالمية كبرى مثل LA28، وSony، وSEGA، كما ارتفع عدد المشاركين إلى أكثر من 1,500 شخصية قيادية عالمية من قطاعات متعددة، ما يرسخ مكانة الحدث كمنصة دولية رفيعة المستوى.

يعزز هذا التفاعل صورة المملكة كمركز عالمي يقود التحول في مجالات الألعاب والرياضات الإلكترونية والرياضة. إن وجود كبار اللاعبين في هذه القطاعات، وحرصهم على التفاعل مع التجربة السعودية، يؤكد بروز الرياض كمركز ثقل محوري في هذا المجال. ويلعب المؤتمر دورا محوريا في تطوير منظومة هذه القطاعات عالميا مع تعزيز أثرها الإيجابي في المجتمعات والاقتصادات.

ما أبرز التوجهات المستقبلية التي تراها في قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية على الصعيد العالمي؟

يركز مؤتمر الرياضة العالمية الجديدة على التقارب المتسارع بين الألعاب والرياضات الإلكترونية والرياضة، وهو ما يعكسه شعار هذا العام "اللعبة القادمة" الذي يحمل دلالات عميقة لمرحلة انتقالية تتطلب أدوات وشراكات وعقليات جديدة، تتجاوز النظرة التقليدية عن كل قطاع بشكل منفرد، ورؤية موحّدة تشمل الابتكار، والاقتصاد الرقمي، والترفيه، والثقافة.

يهدف المؤتمر إلى تحفيز الابتكار وتعزيز التكنولوجيا من خلال مناقشة أحدث التوجهات العالمية واستكشاف تطبيقاتها الممكنة. ومن بين الاتجاهات الرئيسية التي تناولها: الذكاء الاصطناعي، والواقع المعزز، وتقنيات الألعاب المتقدمة، وتفاعل الجماهير بطرق مبتكرة.

إلى جانب التطورات التقنية، نشهد تركيزًا متزايدًا على اللاعبين، ونماذج أعمال مستدامة، ودمج المبدعين واللاعبين والجماهير في منظومة واحدة، بما يسهم في بناء مشهد ترفيهي أكثر تكاملا وحيوية.

في ظل الاندماج الذي تشهده الألعاب والرياضات الإلكترونية والرياضة، كيف يسهم المؤتمر في قيادة الابتكارات؟

إن مؤتمر الرياضة العالمية الجديدة، ليس مجرد منصة لتبادل الأفكار، بل هو محرك حقيقي للابتكار، إذ يعمل على دمج الحدود بين هذه القطاعات في إطار واحد متكامل. ويوفر بيئة تعاون تجمع قادة الرياضة التقليدية، مثل "الأندية والمنظمات الرياضية" مع رواد الرياضات الإلكترونية، ما يفتح آفاقًا جديدة للشراكات ويتيح تبادل الخبرات على أوسع نطاق.

ويعرض المؤتمر أحدث التقنيات التي تخدم هذه القطاعات، مثل أنظمة تحليل البيانات المتقدمة، وأدوات التدريب الافتراضي، وتقنيات البث التفاعلية، مع التحفيز على تطوير نماذج أعمال مبتكرة تجمع بين عناصر هذه المجالات، كتنظيم بطولات تضم الرياضيين ومحترفي الرياضات الإلكترونية، أو توظيف تقنيات الألعاب لتحسين تجربة التدريب الرياضي.

من واقع خبرتي في تأسيس ESL، أدرك تمامًا أن الابتكار هو المحرك الأساسي للتطور في هذا المجال. ومن خلال دمج الرياضات التقليدية في المنظومة، نشهد تدفقًا هائلًا للأفكار والفرص الجديدة التي تعود بالنفع على جميع الأطراف.

كيف توازنون بين متطلبات الناشرين واحتياجات اللاعبين والمشاهدين؟

علمتني تجربتي أن النمو المستدام يتحقق فقط عندما نجد حلولاً تحقق مكاسب لجميع الأطراف، عبر الحوار والتعاون المستمر، بحيث يشعر كل منهم بأن مصالحه ممثلة وتحظى بالاهتمام. ومن خلال المؤتمر، نبني نموذجاً متكاملاً يجمع بين الألعاب والرياضات الإلكترونية، والرياضة، ليكون منصة لإطلاق حوارات فعّالة وتعزيز أواصر التعاون بين مختلف القطاعات، بما في ذلك الشركات التكنولوجية والجهات العالمية الرائدة.

إن المؤتمر يتخطى حدود الفعاليات التقليدية، ليصبح منصة حيوية لتحفيز الحوار، وتحدي المألوف، وتعزيز التعاون الهادف الذي يعيد تعريف آلية عمل هذه القطاعات ونموها. وينصب تركيزنا على إيجاد قيمة مشتركة، يجد فيها الناشرون مصادر دخل جديدة، وتجد الفرق واللاعبون الاستقرار وفرص التطور والنمو، ويحصل المشجعون على ترفيه وتفاعل غير مسبوق.

هل يعزز المؤتمر حجم الاستثمارات في قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية؟

يمثل قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية فرصة استثمارية واعدة لا تقل أهمية عن القطاعات الاقتصادية التقليدية، إذ يُسهم هذا القطاع في توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة في مجالات التطوير، والبث، والرعاية، والإعلام، والتسويق، والبنية التحتية.

يسهم كل من كأس العالم للرياضات الإلكترونية ومؤتمر الرياضة العالمية الجديدة في جذب الاستثمارات وتكوين الشراكات، من خلال بناء منظومة متكاملة تشمل تطوير البنية التحتية، وتنمية الكفاءات الوطنية، وتوفير بيئة أعمال قادرة على استقطاب الشركات الناشئة والعالمية على حد سواء.

نحن نسعى لأن يكون المؤتمر منصة حقيقية للنمو، عبر تسهيل إبرام الصفقات والشراكات الإستراتيجية التي تحدث أثرا اقتصاديا ملموسا على الصعيدين المحلي والعالمي. وتماشيًا مع رؤية السعودية 2030، تهدف الإستراتيجية الوطنية للألعاب والرياضات الإلكترونية إلى توفير 39 ألف فرصة عمل، والمساهمة بمبلغ 13.3 مليار دولار في الاقتصاد الوطني، ويعد مؤتمر الرياضة العالمية الجديدة إحدى المبادرات الرئيسية لتحقيق هذا الهدف الطموح، وترسيخ مكانة المملكة كمركز عالمي لقطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية.

ما المعايير الأساسية التي تعتمدونها لاختيار الألعاب المشاركة في البطولات العالمية؟

⁠نعتمد مجموعة من المعايير الدقيقة لضمان اختيار الألعاب التي تقدم أفضل تجربة تنافسية وجماهيرية على مستوى العالم. وتشمل هذه المعايير: جاهزية اللعبة، وحجم قاعدة اللاعبين والمشاهدين، ونضج المشهد التنافسي لها، ووجود أنظمة بطولات سابقة، إضافة إلى أهمية اللعبة في السوق، وتنوع عناوينها بما يضمن تمثيل شرائح جماهيرية مختلفة، فضلاً عن معايير تقنية أخرى تضمن جودة الأداء والتجربة.

وفي نهاية المطاف، نسعى إلى اختيار ألعاب تلقى أثرا وصدى واسعا لدى جمهور عالمي، وتسهم في تحقيق مهمة مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية في الارتقاء بالرياضات الإلكترونية، لتصبح من أبرز الرياضات العالمية وأكثرها تأثيرا.

الأكثر قراءة