خبراء لـ"الاقتصادية": زيارة ترمب للسعودية لها بعد اقتصادي واستثماري عبر شراكات نوعية
تبرز زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى السعودية، أهمية الدور الذي تلعبه المملكة في الخريطة الاقتصادية العالمية والسياسية الدولية، ودورها الرئيسي في تحقيق أمن الطاقة واستقرار الأسواق، بحسب مختصين ومحللين تحدثوا لـ"الاقتصادية".
وأكدوا أن السعودية تحرص على تعزيز شراكتها الاقتصادية والاستثماريّة مع الولايات المتحدة اعتمادا على المصالح المشتركة والشراكة الاستثنائية التي تستمد قوتها من تاريخ العلاقات الإستراتيجية بين البلدين.
وفي هذا الإطار، قال لـ"الاقتصادية" عضو مجلس الشورى فضل البوعينين، إن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تحظى بأهميه بالغة، واهتمام عالمي كبير، لما تشهده المنطقة من تحديات جيوسياسية، واقتصادية، إضافة إلى ما تشهده الساحة العالمية من تحديات مختلفة، كما تبرز في الوقت عينه أهمية الدور السعودي في الخريطة السياسية والاقتصادية العالمية.
وأشار إلى أنه بالرغم من أهمية زيارة الرئيس ترمب للسعودية، في المجالين السياسي والأمني وتعزيز العلاقات الإستراتيجية، إلا أن بُعدها الاقتصادي والاستثماري سيكون حاضرًا من خلال شراكات نوعية واستثمارات موجهة لقطاعات التنمية بشكل عام، وتوثيق العلاقات الاقتصادية على أسس إستراتيجية نوعية.
ويثمن الجانب الأمريكي دور السعودية في دعم توازن أسواق النفط العالمية واستقرارها، وفي موثوقية الإمدادات بصفتها مُصدراً رئيساً للنفط الخام، كما تعمل المملكة والولايات المتحدة على التوصل إلى اتفاق شراكة تاريخي في مجال الطاقة النووية السلمية، إلى جانب اتفاقات مماثلة في مجالات الطاقة، والتعدين، والبنية التحتية للطاقة.
تعزيز الشراكة السعودية الأمريكية
وأشار البوعينين إلى أن إعلان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن رغبة السعودية توسيع استثماراتها وعلاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة في الأربع سنوات المقبلة يؤكد حرص السعودية على تعزيز شراكتها الاقتصادية والاستثماريّة مع الولايات المتحدة اعتمادا على المصالح المشتركة و الشراكة الاستثنائية التي تستمد قوتها من تاريخ العلاقات الإستراتيجية بين البلدين، والثقة المتبادلة بين ولي العهد السعودي والرئيس الأمريكي.
وقال تسعى السعودية إلى استكمال مستهدفات الرؤية ذات العلاقة بالقطاعات المهمة، ومنها الصناعات العسكرية، واستكشاف الفضاء، وتطوير استخدامات الذكاء الاصطناعي، وتطوير الطاقة النووية، والطاقة النظيفة عموما، مؤكدا تعزيز الاستثمارات السعودية في قطاع التكنولوجيا الأمريكية سيسهم في تسريع عمليات نقل التقنية، والسماح للمملكة بالاستفادة منها، وتطوير بنيتها الرقمية وقطاعاتها التكنولوجية، وبما يؤسس لقاعدة الانطلاقة نحو اقتصاد المعرفة.
يقدر الجانب الأمريكي رؤية 2030، والتي تمثل خطة المملكة الإستراتيجية للتحول الاقتصادي والإصلاحات الاجتماعية، كما تعد السعودية أبرز الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في المنطقة.
ينظر المستثمرون الأمريكيون بإيجابية إلى التحولات الكبرى التي تشهدها السعودية خلال السنوات الأخيرة، كونها تُوجدُ فرصاً عظيمة للشركات الأمريكية في مجالات عديدة، منها استكشاف الفضاء لأغراض تجارية، والطاقة المتجددة، إلى جانب الرعاية الصحية، والبنية التحتية والتكنولوجيا المتقدمة، والذكاء الاصطناعي.
وتوفر برامج رؤية 2030، والمشروعات الكبرى في السعودية فرصاً واعدة للشركات الأمريكية، لاسيما في القطاعات الإستراتيجية التي تستهدفها الرؤية، مثل التعدين، والبتروكيماويات، والتصنيع، والطاقة المتجددة، والسياحة، والخدمات المالية، والرعاية الصحية، والأدوية، وغيرها من القطاعات.
البوعنين أشار إلى ملف الطاقة المهم والمؤثر في الاقتصادين السعودي والأمريكي والاقتصاد العالمي أيضا، متوقعا أن يأخذ حيزا من التفاهمات المعززة لاستقرار الأسواق وضمان تدفق الإمدادات وحمايتها أيضا من الاستهداف الذي يتسبب في عرقلة وصولها للدول الغربية، إضافةً إلى حماية التجارة الدولية وخطوط الملاحة البحرية من الهجمات.
وضوح العلاقات بين البلدين
قال لـ"الاقتصادية" ناصر القرعاوي الخبير الاقتصادي إن العلاقات السعودية الأمريكية قديمة جدا ومتجددة، مبينا أن هذه الزيارة تبحث موضوع العلاقات التجارية في الضرائب والرسوم المتبادلة ما بين القطاعات التي يتم التداول فيها.
الاستثمارات السعودية مبنية على قرارات إستراتيجية، تضع مصلحة المملكة في المقام الأول، وتأخذ في الاعتبار رؤية 2030 وما يتمتع به الاقتصاد الأمريكي من مناخ استثماري جاذب، سواءً كان ذلك عن طريق المُشتريات الحكومية والخاصة في القطاعات العسكرية، والنقل، والطاقة، والتقنيات المتقدمة وأشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي، واستكشاف الفضاء، أو عن طريق الاستثمارات في القطاعات المتوقع أن تحقق عوائد مُجزية والتي سيكون للقطاع الخاص السعودي مشاركة معتبرة في استثماراتها.
القرعاوي أضاف "الترتيب للزيارة بدأ مبكرا في ظل وضوح العلاقات بين البلدين فيما يتعلق بالكثير من الملفات الرئيسية خاصة فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي والجانب العسكري".
رفع حجم التجارة البينية
قال لـ"الاقتصادية" محمد العمران الخبير المالي والاقتصادي إن العلاقات الأمريكية السعودية في وضع أفضل مع تولي ترمب مقاليد السلطة في الولايات المتحدة، لافتا النظر إلى أن زيارة ترمب للسعودية تعد تاريخية على المستويات السياسية والاقتصادية والتجارية بين البلدين بحكم أنها أول زيارة للرئيس الأمريكي خارج بلاده.
وتوقع أن ينتج عن الاتفاقيات التي أبرمت تعميق العلاقة الاقتصادية بين البلدين ما يرفع من حجم التجارة البينية للبلدين إلى مستويات قياسية جديدة، إضافة إلى تعزيز الاستثمارات والشراكات بين السعودية والولايات المتحدة.
يأتي توقيع البلدين على اتفاقيات ومذكرات تفاهم للتعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والأمنية على المستوى الحكومي والخاص ليؤكد عمق العلاقات التي ترتبط السعودية مع الولايات المتحدة وحرص قيادتي البلدين على تطوير وتوثيق شراكتهما الإستراتيجية.