الاحتيال المالي .. قصص الأمس جريمة اليوم

وافق مجلس الوزراء أخيرا برئاسة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان على إنشاء غرفة عمليات استقبال ومعالجة بلاغات الاحتيال المالي وأشاد النائب العام الشيخ سعود المعجب بهذا القرار الذي يأتي في إطار جهود السعودية في مكافحة جرائم الاحتيال المالي على جميع الأصعدة الوطنية والدولية وفق أعلى المعايير والممارسات العالمية الرائدة.. ومواجهتها بكل قوة لضمان فاعلية الإجراءات وسرعتها في تلقي البلاغات ومعالجتها بشكل فوري بما يحد بشكل كبير من خطورتها ويسهم في حرمان الشبكات الاحتيالية والمحتالين من الحصول على الأموال عبر إيقاع الحجوزات التحفظية الفورية عليها وإعادتها إلى أصحابها وملاحقة الجناة.
تعد السعودية من أقل دول العالم في جرائم الاحتيال المالي التي تزداد باستمرار ومع ذلك جاءت خطوة إنشاء الغرفة إظهارًا لاهتمام القيادة على أعلى المستويات بهذه المشكلة واستكمالاً لجهود سابقة لمكافحتها تمثلت في تشريعات صارمة وتحديات تقنية وتعاون مؤسسي واسع حيث صدر نظام مكافحة الاحتيال المالي وخيانة الأمانة في 1442هـ الذي شدد العقوبات على مرتكبي ذلك الجرم وإصدار دليل مكافحة الاحتيال المالي من البنك المركزي السعودي بهدف إرشاد البنوك لوضع الإجراءات والسياسات الوقائية، ثم قام البنك المركزي في 2022 بتدشين مركز مشترك لمتابعة ورصد حالات الاحتيال المالي وتعزيز التعاون وتسريع التواصل بين المؤسسات المالية.
إضافة إلى التعاون الدولي من قبل النيابة العامة لتفعيل إجراءات استعادة عائدات الجرائم المالية وتبادل ونقل الخبرات للاستفادة من أحدث التقنيات في المجال وكذلك جهود لجنة الإعلام والتوعية المصرفية في البنوك السعودية حول التوعية بطرق الاحتيال وحسب تقرير الجرائم المالية العالمية لعام 2024 فإن آسيا والمحيط الهادئ كانت المنطقة الأكثر تعرضاً لعمليات الاحتيال المالي بمبلغ يفوق 221 مليار دولار تبعتها منطقة الأمريكيتين بمبلغ قدره 151 مليار دولار ومن ثم منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا بمبلغ يزيد على 113 مليار دولار.
وأخيراً: كان الاحتيال المالي قصص تروى في مجالسنا عن تعرض بعضهم لمحاولات للحصول على معلومات عن حساباتهم المصرفية عبر مكالمات ومراسلات مشبوهة وانخدع البعض بهذه الأساليب ثم عضو أصابع الندم بينما رفض كثيرون إعطاء المعلومات أو القيام بأي تصرف سريع.. وتحدث من رفض بكل ارتياح أنه رفض بشدة بل وأنهى المكالمة بشكل غير لائق ولذا سلم حسابه ومعلوماته من الاختراق.
يقول أحدهم: اتصل بي شخص وقال أنا من بنك كذا وأريد التأكد من رقم حسابك، فكان ردي إن كان كلامك صحيحًا أنك تعمل في البنك فالمعلومات كلها لديكم ثم إنني أعرف طريق البنك وأتعامل معهم مباشرة فلا تتعب نفسك أيها النصاب وهنا أقفل الخط وأنهى المكالمة.
وقال الثاني: أحدهم اتصل بي وقال أنت فلان ابن فلان وقد حوّلت لك عن طريق الخطأ مبلغ فأرجو إعادته لي وهذا رقم حسابي فقلت راجع مدير البنك لأنني علمت من بعض الأصدقاء الذين لديهم خبرة أن هذا يريد غسل المبلغ القذر بتحويله من حسابي والمفروض أن أبلغ إدارة البنك سريعًا والقصص كثيرة.
واليوم وقد أصبح الاحتيال المالي جريمة واضحة بعد أن كان قصصا عابرة لابد من توعية قوية وعبر جميع وسائل التواصل وخاصة لمن خبرتهم في التقنية متواضعة حتى لا يقع هؤلاء في حبائل شبكات الاحتيال التي معظمها من خارج الحدود حتى ولو وردت اتصالاتهم بأرقام هاتفية سعودية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي