آلات ودعم الصناعات المتقدمة محليا

  امتدادا للمشاريع النوعية التي انبثقت من رؤية السعودية 2030 أعلن ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان إنشاء شركة آلات للصناعات المرتبطة بالأجهزة الذكية وأشباه الموصلات، وهذه الشركة تسعى لتعزيز مفهوم تأمين سلاسل الإمداد محليا والمنافسة عالميا فيما يتعلق بالصناعات المتقدمة وتأمين متطلباتها. ومن هنا فإن اهتمام السعودية بالصناعات المتقدمة هو امتداد للتناغم بين الأنشطة المختلفة لدعم الاقتصاد الوطني من خلال تنويع مصادر الدخل والتركيز على المبادرات النوعية التي تعزز فرص تقدمها في مختلف المجالات، وأن تكون لديها الأدوات المساعدة لتحقيق نتائج ذات قيمة عالية اقتصاديا تتناسب مع الطموح لهذه البلاد المباركة.

ما أهمية وجود شركة آلات في السعودية؟

أهمية هذه الشركة كبيرة وذات قيمة عالية، باعتبار السعودية حاليا تستثمر بصورة كبيرة في التقنيات المتقدمة من خلال مشاريع متنوعة، وعلى سبيل المثال مدينة نيوم التي تعد مدينة ذكية وابتكارا فريدا عالميا، حيث تحتاج هذه المدينة إلى كثير من المنتجات الخاصة والفائقة في قدراتها التقنية لتتواءم مع احتياجات هذه المدينة، كما أن وجود مثل هذه الشركات سيتطلب استقطاب المبدعين والمبتكرين من مختلف دول العالم للعمل على هذه المشاريع، إضافة إلى العيش في بيئة فريدة في مدينة مثل نيوم بما تقدمه من تقنيات متقدمة وما يحيط بها من مشاريع سياحية مختلفة عن الخيارات الموجودة في أماكن أخرى حول العالم.
تهتم السعودية حاليا بالصناعات المتقدمة مثل صناعة السيارات الكهربائية، والعمل على مشاريع خاصة بالألعاب الإلكترونية، إضافة إلى الاهتمام بالصناعات الخاصة بالذكاء الاصطناعي والصناعات الخاصة بعلوم الفضاء، وتتوافر لدى السعودية ميزات فريدة مقارنة بالخيارات الأخرى حول العالم، باعتبار أن موقع السعودية الاستراتيجي الذي يربط العالم برا وبحرا وجوا يجعل منها خيارا فريدا كمنطقة لوجستية، ويسهل ربط حركة التجارة من خلالها، كما أن التقارير الأخيرة كشفت عن مكتشفات هائلة فيما يتعلق بالمعادن، ما يعني توفير جزء كبير من الصناعات المتقدمة، كما أن تصدير الثروات المعدنية بعد أن تمر بمراحل التصنيع المتقدمة التي تصل بها إلى المنتج النهائي أو مكون للمنتج النهائي يقدم قيمة مضافة إلى تلك الصناعة.
السعودية خلال الفترتين الماضية والحالية تستثمر كثيرا في التعليم والتدريب وبناء الكفاءات المتميزة من أبناء هذا الوطن، للالتحاق والعمل في الصناعات النوعية والابتكار، وهذه البرامج تعزز فرص التحاق القوى العاملة الوطنية بوظائف نوعية توفرها من خلال شركات مثل شركة آلات، لتوفير فرص لوظائف ذات دخل عال للمواطنين.
مثل هذه المشاريع النوعية وإنشاء شركات محلية بمنتجات ذات قيمة عالية يدعم الاقتصاد الوطني ويدعم الشركات الوطنية لتوفير مشتر لمنتجاتها وتعزيز تنافسيتها وزيادة إسهامها في الناتج المحلي، حيث إن مثل هذه المشاريع العملاقة سيستفيد منه كثير من الشركات الوطنية، بوصفه يوفر لها عميلا أكثر استدامة نظرا لحجم الطلب المتوقع على مثل هذه المنتجات في ظل الطلب العالي عليها عالميا، الذي يتزايد مع الاعتماد على التقنية في الصناعة ومحدودية المزودين لها عالميا.
الخلاصة، إن شركة آلات هي مشروع نوعي سيدعم المحتوى المحلي بمنتجات مهمة لدعم الصناعات المتقدمة التي تعمل عليها السعودية، وتسعى لاستقطاب الاستثمارات المختصة فيها، وهذا سيكون له أثره في تعظيم المنفعة من الثروات المعدنية في السعودية، وتوفير فرص عمل نوعية سواء للقوى العاملة الوطنية أو الكفاءات المتميزة عالميا في مختلف المجالات، ويعزز مركز البلاد فيما يتعلق بتأمين سلاسل الإمداد محليا وإقليميا وعالميا.    

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي