«المستقبل» .. الكلمة المفتاحية
إذا كنت مستثمرا عالميا فستبحث دوما عن الأسواق القوية، في الدول المستقرة التي تحقق النمو، وإذا كنت مستثمرا فردا في أي سوق أسهم فستختار الشركات التي تحقق النمو، وهكذا يفعل الجميع، من يبحث عن عقار للمستقبل ينظر في الامتداد العمراني، ومن يريد ابتكار خدمات جديدة يدرس فئات المجتمع الشابة ليكون في انتظارهم هناك في المستقبل.
المستقبل في رأيي هو الكلمة المفتاحية أو الرسالة الرئيسة أو ما يسمى في الاتصال key message في تصريح ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عقب إعلان الميزانية حيث تحدث عن "استمرار حكومة المملكة في الإصلاحات الهيكلية على الجانبين المالي والاقتصادي، ورفع معدل النمو الاقتصادي المستدام في ضوء المقومات والفرص التنموية الكبيرة التي تتمتع بها المملكة في إطار رؤية المملكة 2030 لتمكينها من المضي قدما نحو مستقبل أفضل يليق بمكانتها".
في عالم الاتصال والتواصل الرسائل الرئيسة هي "النقاط الرئيسة للمعلومات التي تريد أن يسمعها جمهورك ويفهمها ويتذكرها. وهي عبارة عن ملخصات صغيرة توضح ما تفعله، ولماذا تفعل ذلك، وكيف تختلف عن الآخرين، وما هي القيمة التي تجلبها إلى أصحاب المصلحة"، وأصحاب المصلحة هنا هم المواطنون بجميع فئاتهم، والمستثمرون المحليون والأجانب، وبالطبع المسؤولون التنفيذيون الذين ينفذون رؤية ولي العهد بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين.
أصبح إعلان الميزانية بمنزلة الاحتفاء بالمنجز، واستشراف المستقبل، واللقاءات التي تعقد على المستوى الوزاري بعد إقرارها من الملك وولي العهد رئيس مجلس الوزراء تسلط الضوء على ملامح كفاءة الإنفاق الذي هو الاستخدام الأمثل للموارد، و"صرف ما تحتاجه لتحقيق الأهداف" كما قال محمد الجدعان وزير المالية، وعلى الطموحات ومناطق التركيز التي أشار إلى بعضها فيصل الإبراهيم وزير الاقتصاد والتخطيط ووضع في مقدمتها الصناعة والسياحة، وذلك في معرض حديثه عن التنويع الاقتصادي وتنمية الناتج المحلي غير النفطي.
عند الحديث عن الصناعة مثلا، نبه وزير الاقتصاد والتخطيط إلى الاهتمام بالصناعات ذات القيمة الأعلى، تلك التي تحوي التقنيات والآلات، أو تلك المعروفة بدقتها وتعقيدها، التي أعطى مثالا عليها صناعة السيارات الكهربائية، وصناعات الطاقة النظيفة، الصناعتين التي أرى أن السعودية تدخلها بقوة وتركيز.
العجز في الميزانية متوقع والأهم أنه "اختياري"، لأن الحكومة تستثمر اليوم في أشياء ومشاريع عملاقة وضخمة، وتتوق إلى أن تكون عوائدها في المستقبل رافدا لتقليص هذا العجز ومن ثم القضاء عليه.
الحاضر جميل والمستقبل مطمئن.