القطاع الصناعي .. أين توجد الفرص؟

رغم الأحداث السياسية المؤلمة التي شهدتها المنطقة خلال أحداث غزة نسأل الله أن يحفظ أهلها ويتقبل من فقد في هذه الأحداث ويجعلهم شهداء ويشفي المرضى ويفرج كربة أهل فلسطين الشقيقة لاستعادة حقوقهم كاملة في أرضهم الطيبة، ورغم الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة مع الضغوط الدولية غير العادلة عليها وعلى الأشقاء العرب والأمة الإسلامية إلا أن جهودها كان لها دور كبير في إبراز الصورة الأكبر للأزمة، وألا يتوقف العمل حتى يتم حلها بإذن الله بما يؤدي إلى الأمن والاستقرار في المنطقة.
في ظل هذه الظروف شهدت المملكة مجموعة من القمم واللقاءات والمبادرات في مبادرة مستقبل الاستثمار التي من المتوقع أن تعزز من مركزها الاقتصادي وبناء منظومة متنوعة من الفرص الاستثمارية التي ستكون بإذن الله على المدى القصير رافدا للاقتصاد وتخفف كثيرا من الاعتماد على النفط إلى أن تكون دولة لا تشكل عوائد النفط لديها ركيزة للاقتصاد، فقد شهدت الفترة الماضية إعلانا لمجموعة من المشاريع النوعية سواء السياحية أو في قطاع الخدمات اللوجستية، ولعل الأخبار في الفترة القصيرة الماضية كانت تتركز في القطاع الصناعي خلال زيارة فخامة رئيس كوريا الجنوبية وذلك بالإعلان عن إنشاء مصنع للسيارات لشركة هيونداي صاحبة العلامة المميزة في عالم السيارات، والإعلان الآخر هو إنشاء مصنع لصناعة الإطارات للعلامة التجارية البارزة في هذه القطاع وهي الشركة الإيطالية بيريللي.
هذه الإعلانات ما هي إلا جزء من حراك كبير في القطاع الصناعي الذي سيشهد تحولات كبيرة خلال الفترة المقبلة الذي ينبغي أن يكون هناك اهتمام بالغ بالفرص التي يمكن أن يولدها هذا القطاع، فمصانع السيارات المعلنة حاليا ثلاث شركات بعضها بدأ التصنيع مثل شركة لوسيد موتورز وبعضها سيبدأ الإنتاج خلال عامين أو ثلاثة أعوام بإذن الله، والقطاع الصناعي سيشهد تطورات كبيرة خلال الفترة المقبلة، فوجود مثل هذه الشركات الكبيرة سيعزز من فرص تدفق مزيد من الاستثمارات في مختلف القطاعات.
وجود هذه الشركات الكبرى سيولد كثيرا من الفرص، حيث إن هذه الشركات تعتمد بشكل كبير في توفير أجزاء من مكونات منتجاتها على مصانع أخرى، فهي عادة تركز على التصميم الهندسي واحتياجات السيارة فيما يتعلق بتصميم المحرك والقطع الأساسية إجمالا، ولكن القطع الأخرى في الأغلب يتم توفيرها من خلال مصانع أخرى ويمكن أن يكون ذلك من خلال مصانع محلية أو مصانع من دول أخرى كما أن هذه المصانع تتطلب مجموعة من الخدمات التي يمكن أن توفر فرصا كبيرة لرواد الأعمال، وهنا تأتي أهمية دراسة الفرص الممكنة التي يمكن أن يحققها مثل هذا التحول الكبير في القطاع الصناعي.
من المهم أن يكون هناك ورش بمشاركة الخبراء عن الفرص التي يمكن أن يوفرها هذا التحول في القطاع الصناعي، وذلك بمشاركة وإشراف من المؤسسات الحكومية ذات العلاقة والغرف التجارية ورجال الأعمال الذين لهم خبرة واسعة من داخل وخارج المملكة لتوعية رواد الأعمال بالفرص التي يمكن أن يولدها وجود هذه المصانع، كما أنه من الممكن أن يكون هناك حراك على مستوى الجامعات لمشاركة الطلاب في حضور بعض الملتقيات التي لها علاقة بمثل هذه الفرص كما أنه من المهم مشاركة الطلاب في بحوث ودراسات من خلال التجارب العالمية التي يمكن من خلالها التعرف على الفرص من خلال التجارب العالمية لأفضل النماذج للدول الصناعية ويتخللها زيادة بمشاركة الطلاب للاطلاع بشكل مباشر على تلك الفرص.
من المفيد في هذه المرحلة توجيه التمويل للمشاريع النوعية في القطاعات التي تخدم الشركات الصناعية الكبرى خصوصا أن المملكة متقدمة جدا في الصناعات البتروكيماوية التي تعتمد عليها جميع القطاعات الصناعية في العالم، وهذا يعني أن لدى المملكة خطوات متقدمة في تهيئة الظروف المثالية للصناعات التي تقدم المنتج النهائي.
الخلاصة، إن القطاع الصناعي ومن خلال المبادرات التي أعلن عنها مثل مصنع هيونداي للسيارات وشركة بيريللي لصناعة الإطارات فإن المملكة خلال الفترة المقبلة ستشهد فرصا استثنائية في قطاع الصناعات المساندة لمثل هذه المنتجات، وبالتالي من المهم أن يكون هناك حراك لتعريف رواد الأعمال من الشباب وطلبة الجامعات بالفرص التي يمكن أن يحدثها التطور الكبير في القطاع الصناعي، وأن يكون هناك توجيه للتمويل ليعزز من فرص تحول رواد الأعمال لمثل هذه القطاعات الواعدة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي