تحديات انعدام الأمن الغذائي «4 من 4»

يقول مفلح وهو مزارع يعمل في مشاريع الأمن الغذائي في الأردن: "قبل المشروع، كنا نعاني شح المياه هنا، وكانت إمدادات المياه محدودة، لذلك كنا ننتقل بالسيارة لجلب المياه، وكانت الرحلة طويلة بالسيارة، ولكن الآن، لدينا بئر هنا نحصل منها على المياه. والآن يمكن لقطعان الماشية أن تشرب دون صعوبة".
إضافة إلى مساعدة مفلح وغيره من الرعاة على توفير الوقت والطاقة، يوفر هذا الخزان، الذي يستمد المياه من نبع قريب لم يستغل بعد، مصدر مياه دائم تشرب منه الماشية في المنطقة، ويضمن مزيدا من الاستدامة، ويساعد الأردن على تجنب طوارئ انعدام الأمن الغذائي، وإيجاد سبل عيش أكثر وازدهارا وقدرة على الصمود.
وتساعد مشاريع مثل هذا الخزان، الأردن على تحسين كفاءة استخدام المياه في الزراعة المروية وبناء القدرة على الصمود في مواجهة شح المياه وآثار تغير المناخ بزيادة كفاءة استخدام المياه، والحد من سحب المياه العذبة بشكل عام. وتشير التقديرات إلى أنه إذا حقق الأردن مستويات إنتاج من المياه مماثلة للدول الرائدة في المنطقة، فبإمكانه الحفاظ على إنتاجه الزراعي الحالي وخفض المياه المخصصة للزراعة بنسبة تراوح بين 10 و30 في المائة سنويا.
ولا يمكن إغفال أهمية أساليب حفظ المياه ومبادرات الاستدامة الأخرى في الأردن، ولا سيما أن هذه الدولة تقع على مسطح مائي يعد الثاني من حيث درجة الملوحة في العالم "البحر الميت"، ونحو 75 في المائة من أراضيها صحراء. وعلاوة على ذلك، فإن الاحترار العالمي، وزيادة شح المياه، وزيادة النمو السكاني بسبب اللاجئين الفارين من الحرب الأهلية السورية، كل هذا يزيد الضغوط على الأمن الغذائي في الأردن.
توسيع رقعة الإنتاج الزراعي الذكي مناخيا والقادر على الصمود غاية في الأهمية للتغلب على انعدام الأمن الغذائي في الأردن، فضلا عن زيادة الاستثمارات في قطاع الأغذية الزراعية لإيجاد فرص العمل في المناطق الريفية، وزيادة قوة سلسلة القيمة الزراعية التي تتيح مزيدا من الفرص الاقتصادية، وتعزيز القدرة على الصمود من خلال مشاريع المياه مثل المشروع الذي يساعد على توفير المياه لأغنام مفلح، بهدف تحسين الحياة اليومية وسبل كسب العيش الناس اليوم وفي المستقبل.
وفي هذا يقول مفلح: "الآن تتوافر المياه لقطعان الماشية دون صعوبة، ولم نعد نعاني بعد شح المياه، لقد كان من الصعب العثور على الماء للماشية، لكن الآن تستطيع أن ترتوي بسهولة وتستفيد من هذا المشروع، لقد حقق لنا هذا المشروع قدرا كبيرا من الراحة في حياتنا اليومية".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي