طاقة الهيدروجين .. السياسات العالمية والدروس المستفادة «2 من 3»
لقد قام عديد من الاقتصادات العالمية بتقييم مواقفه بشأن إنتاج الهيدروجين وأصدر استراتيجيات أو سياسات أو خرائط طريق أو مبادئ توجيهية أولية مخصصة له، فدعونا ننظر إلى ملخص لأهم سياسات ومستهدفات هذا المنتج في العالم. تعد الصين أكبر مستهلك (20 مليون طن) وأكبر منتج للهيدروجين في العالم الآن، وسيصل الطلب الصيني إلى 35 مليون طن سنويا بحلول 2030، و60 مليون طن بحلول 2050، ومعظم الإنتاج من الهيدروجين الرمادي، ولكن تغير مسار الصين نحو البحث عن الهيدروجين الأخضر منذ 2019. وتهدف الصين إلى جلب 50 ألف مركبة تعمل بخلايا الوقود الهيدروجينية بحلول 2025 وبناء عدد من محطات التزود بالوقود من هذا النوع، وإنتاج الهيدروجين الأخضر ما بين 100 و200 ألف طن سنويا بحلول 2025.
وفي الولايات المتحدة، يستخدم كل الهيدروجين المنتج في صناعة تكرير البترول ومعالجة المعادن والأطعمة وإنتاج الأسمدة والمواد الكيميائية الأخرى. كما طرحت الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين النظيف عدة سيناريوهات للطلبات المستقبلية، مثل الإنتاج المحلي لعشرة ملايين طن سنويا بحلول 2030، و20 مليون طن سنويا بحلول 2040، و50 مليون طن سنويا بحلول 2050.
وفي الاتحاد الأوروبي، يتطلب قانون الهيدروجين الأخضر دليلا على أنه سيتم إنتاجه من الطاقة المتجددة، ويهدف الاتحاد الأوروبي إلى إنتاج عشرة ملايين طن من الهيدروجين النظيف إلى جانب استيراد عشرة ملايين طن بحلول 2030.
كما تهدف الهند إلى إنتاج ثمانية ملايين طن من الهيدروجين الأخضر سنويا بحلول 2030. وفي اليابان، دعت الخطة الأولية إلى وصول إمدادات الهيدروجين من مليوني إلى ثلاثة ملايين طن سنويا بحلول 2030. وتهدف اليابان إلى إنتاج نحو 20 مليون طن بحلول 2050 عندما يتوقع أن تدر سوق الهيدروجين العالمية 2.5 تريليون دولار في الإيرادات السنوية. وفي ألمانيا، قدرت حاجة البلاد من 95 إلى 130 تيراواط ساعة من الهيدروجين بما في ذلك مشتقات أخرى مثل الأمونيا أو الميثانول أو الوقود الاصطناعي، ومنها 55 تيراواط ساعة من الهيدروجين الرمادي و40 إلى 75 تيراواط ساعة من الهيدروجين الأخضر، وافترضت الاستراتيجية الألمانية أن مجموع الطلب سيراوح بين 90 و110 تيراواط ساعة. وتهدف رؤية المملكة المتحدة إلى بلوغ قدرة إنتاج الهيدروجين النظيف خمسة جيجاواط بحلول 2030 وصولا إلى إزالة الكربون في جميع مناحي الاقتصاد، وتمكين خطط واضحة للتوسع المستقبلي ودعم وظائف جديدة والنمو النظيف. وفي فرنسا، أطلقت استراتيجية وطنية بقيمة 8.2 مليار دولار، وتهدف إلى إنتاج الهيدروجين الأخضر عبر 6.5 جيجاواط بحلول 2030. وفي إيطاليا، نصت الاستراتيجية الوطنية على تشكيل الهيدروجين النظيف 2 في المائة من الطلب النهائي على الطاقة لديها بحلول 2030، ويمكن أن يساعد على القضاء على ما يصل إلى ثمانية ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون مع إمكانية تغطية الطلب على الطاقة بنسبة 20 في المائة بحلول 2050.
وفي كوريا الجنوبية، تهدف سياسة الهيدروجين الكورية إلى زيادة الإنتاج إلى 28 مليون طن بحلول 2050، وهو ما يفوق العرض الحالي بمقدار 127 ضعفا. وتخطط كوريا الجنوبية لتوريد 3.9 مليون طن على المدى القصير بحلول 2030. وفي البرازيل، صمم برنامج الهيدروجين الوطني لتعبئة القطاعين العام والخاص والأوساط الأكاديمية لتسريع تطوير سوق شاملة وتنافسية، جنبا إلى جنب مع التعاون الدولي.
وفي إسبانيا، تمتلك 15.5 جيجاواط من القدرات في إنتاج الهيدروجين الأخضر، وتهدف استراتيجية الهيدروجين الأخضر إلى استبدال 25 في المائة من الهيدروجين الرمادي البالغ 500 ألف طن الذي تستهلكه الصناعة الإسبانية سنويا بالهيدروجين الأخضر. أما هولندا، فقد حددت الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين النظيف هدفا طموحا لإنتاج عشرة ملايين طن سنويا بحلول 2030، وصولا إلى 20 مليون طن سنويا بحلول 2040، و50 مليون طن سنويا بحلول 2050.
وفي روسيا، وعلى الرغم أن لديها أكبر مخزون من الغاز الطبيعي في العالم، فإنها تستكشف طرقا لتعديل صناعة الطاقة لديها مع احتياجات الهيدروجين العالمية الناشئة. ففي 2021، أعلنت هدفها المتمثل في الوصول إلى 20 في المائة من سوق الهيدروجين في العالم بحلول 2030. أما تركيا، فتهدف الاستراتيجية الوطنية إلى خفض تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر للكيلوجرام إلى 2.4 دولار بحلول 2035 وخفض هذا الرقم إلى النصف بحلول 2050. وبدءا من 2030 إلى 2053، ستكون حصة الهيدروجين التركي في الغاز الطبيعي 12 في المائة والميثان الاصطناعي 30 في المائة.
أما كندا، فتهدف استراتيجيتها إلى الحصول على 30 في المائة من طاقة الاستخدام النهائي من الهيدروجين النظيف بحلول 2050. ووفقا للاستراتيجية، فإن كندا تنتج حاليا ما يقدر بثلاثة ملايين طن من الهيدروجين الرمادي. وفي النمسا، تهدف الاستراتيجية الوطنية إلى الحصول على مليون ميجاواط من قدرات التحليل الكهربائي لإنتاج الهيدروجين بحلول 2030، أو بما يعادل 4 تيراواط ساعة من الهيدروجين الأخضر سنويا. وفي جنوب إفريقيا، تمت الموافقة على خطة وطنية من قبل مجلس الوزراء الاتحادي في يناير 2022، واستهداف إنتاج 500 ألف طن سنويا من الهيدروجين الأخضر بحلول 2030.
وأخيرا، دخلت دول عربية متعددة في سباق إنتاج الهيدروجين خصوصا الأخضر ومن ضمنها المملكة، حيث تهدف إلى أن تصبح لاعبا مؤثرا في السوق العالمية، ولذا تسعى نحو إنتاج الهيدروجين الأزرق والأخضر بقدرات عالية سنويا بحلول 2030. وأعلن سابقا عن خطة المملكة للوصول إلى الحياد الصفري لانبعاثات الكربون بحلول 2060، ما يعني التمكين في إنتاج الهيدروجين الأزرق والأخضر. وأعربت شركة أرامكو السعودية عن خطة لإنتاج مليوني طن من الهيدروجين الأزرق سنويا بحلول 2030، بينما سينتج مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر بشكل مبدئي 600 طن يوميا بحلول 2026.. يتبع.