عام دراسي جديد

يعود الأبناء والبنات إلى مقاعد الدراسة بعد إجازة اعتبرها كثيرون قصيرة، المهم هو تجدد الروح والاستعداد للجديد الذي تخططه وزارة التعليم لمستقبل الوطن. ذلك أن الوزارة تدرك أهمية الإعداد للمستقبل، وتعلم دون شك أنه لا بد من توفير أفضل الفرص لخريجي مدارسنا وجامعاتنا لمواجهة المتطلبات المستقبلية، يتمثل ذلك في دعم القدرة الإبداعية، والتفكير خارج الصندوق والتعليم المبني على التجربة.
أصبح التعليم الهاجس الأهم للأسرة اليوم، ومع تقدم المملكة في التصنيفات العالمية في كل المجالات، نجد أنفسنا أكثر اهتماما بتهيئة بيئة تعليمية أعلى كفاءة وتمشيا مع المتطلبات التي يفرضها التطور الهائل في كل مناحي الحياة. تسارع مهم تفاعلت معه أغلب الأسر والبقية ستتبع، لأن المنافسة في سوق عمل المستقبل ستكون شرسة، وهذا هو الدافع الأهم للأسر في البحث عما يحقق آمالهم وتطلعاتهم لأبنائهم وبناتهم.
توفير القدرات الأكثر ملاءمة للمستقبل، هي الهم المسيطر على قرارات الأسرة، سواء في نوعية التعليم أو موقعه أو تكوينه. تعلم الجميع مما يشاهدونه اليوم من تنافس يحكمه المؤهل والخبرة، يسيطر عليه الشباب والفتيات الأكثر جاذبية في سوق العمل من ناحية التأهيل.
لقد حققت جامعات المملكة المراكز الثمانية الأولى بين أفضل عشر جامعات في العالم العربي حسب تصنيف شنغهاي لجامعات العالم 2023، وهذا دليل واضح على الاهتمام المتعاظم بالدور الذي تلعبه الجامعة في المجتمع والبحث العلمي والتركيز الأكاديمي الذي كان أقل من المأمول في السابق.
يضع هذا التصنيف الحمل الأكبر على فئات التعليم ما قبل الجامعي، وهو يتطلب تقديم مخرجات أكثر ملاءمة لهذه الجامعات التي لن تقبل بأن تخسر مواقعها في المقدمة، وليس أقل من أن تكون النتائج في اختبارات القياس في تنام وتحسن مع الوقت، وهو ما يستدعي أن تنظر الوزارة إلى تقويم المدارس الحكومية بناء على كفاءة مخرجاتها ونتائج خريجيها وخريجاتها في الاختبارات القياسية. كان هذا ديدن الأسر عندما تبحث عن البديل في المدارس الخاصة، وكانت تلك المدارس تفخر بمنجزاتها في هذه الاختبارات.
نبدأ الأسبوع المقبل في هذه المرحلة الحساسة، ويبدأ معها مشوار مهم، نرجو أن يحقق فيه الأبناء والبنات تطلعات أسرهم، ليكونوا حاضرين في ميادين العمل والإنتاج والإبداع قريبا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي