المكتبة العامة

يأتي التركيز المهم على عمليات التوثيق وتطوير حفظ البيانات والمعلومات ليكون لبنة مهمة في حفظ تاريخ المملكة من مختلف الزوايا، فالجهات الحكومية والقطاع الخاص والقطاع الثالث مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى بإيجاد أوعية حفظ لكل الوثائق ذات الصلة بالجهة، ومن هذه الوثائق سيكون بالإمكان تطوير وسائل التعرف على كل ما حدث وما يحدث في واقع حياة تلك المنشآت، ولعلي لا أبالغ إذا قلت إن الذكاء الاصطناعي سيتحول إلى محور مهم في تفسير الوثائق وتحليل البيانات بما يجعلها كنوزا تأريخية ومستقبلية.
التوجه العالمي نحو الذكاء الاصطناعي ونشوء كيانات معلومة وأخرى مجهولة في كل دول العالم تتبنى التطوير المتسارع لهذه القدرة العجيبة، يجعلنا نشكك في كثير من الطروحات التي نشاهدها في أكثر من مكان عن خطر الذكاء الاصطناعي، رغم ميل كثير من العلماء ورجال الأعمال نحو التحذير من الاستمرار في منح الفرص لتطوير هذه التقنية.
دول العالم تعمل بشكل متسارع نحو بناء كيانات سرية وعلنية لاحتواء هذه التقنية والبحث عن فرص النجاة لها من كيد الآخرين، وهو محور العلاقات الدولية التي تبنى على ضمان وجود القوة التفاوضية وليس أفضل من التقنية كقوة للتفاوض في عالم اليوم.
لعل مراكز البحوث والتطوير من أهم مواقع تطوير تقنية الذكاء الاصطناعي. المكتبات العامة من المكونات الأخرى التي تقع بين أيدينا وتنتشر في كل مدن المملكة، وكثير منها بحاجة إلى الاهتمام لتكون مركزا لانطلاقة في مجالات عديدة، هناك عدد معين من المكتبات التي تحتاج لمزيد عناية.
زودني زميل بصورة لإحدى المكتبات العامة في محافظة متوسطة الحجم هي عبارة عن مبنى يبدو أنه مستأجر وأسفله محال تجارية غير مؤجرة.
هذا المنظر دفعني إلى معرفة أسباب غياب بعض المكتبات عن الباحثين والطلاب والمتخصصين، فهنا لا أظن أن كثيرا من البحوث ستتم أو أن أحدا سيأتي للتحضير لرسالة ماجستير أو دكتوراه أو حتى القراءة لمجرد القراءة. ثم إنني فكرت في الإمكانات التي يمكن أن توضع في المكتبات العامة لتسخيرها لنشر العلوم والتقنية في المحافظات والمراكز حيث لا يوجد كثير من التفاعل العلمي لدى السكان.
ذلك تحد لا أظنه صعبا على وزير الثقافة الذي يقود حركة الثقافة في البلاد ويبحث عن كل ما يدعمها ويسهم في تقدمها ونموها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي