نظرية الاستثمار في الممارسة العملية «2 من 2»

علاوة على ذلك، تميل الاستثمارات طويلة الأجل المنوعة في سوق الأسهم إلى التمتع بمزايا أخرى تحد من المخاطر التي يغفل عنها المستثمرون الذين يركزون على أداء الأسهم قصيرة الأجل في الشركات الفردية.
وتعني طرائق عمل دورة الأعمال شبه العادية أن التدفقات النقدية المنخفضة من أي شركة هذا العام من المحتمل أن تعوض عنها تدفقات نقدية أعلى بعد ثلاثة أو خمسة أو عشرة أعوام من الآن. على نحو مماثل، من المحتمل أيضا أن تنعكس في المستقبل التغيرات في نسب التقييم ـ مضاعف متوسط المكاسب المتوقعة في المستقبل والأرباح التي قد ترغب السوق في دفعها. يترتب على هذا بالتالي أن المستثمر المتنوع طويل الأجل حقا يجب أن يتجاهل تقلبات السوق ولمحات المكاسب العابرة، وأن يضع ثقته ببساطة في ربحية الشركات في الأمد البعيد.
يقودنا نجاح النهج المتنوع طويل الأجل أيضا إلى التساؤل حول ما إذا كانت السندات آمنة كما يفترض. السندات في نهاية المطاف معرضة بشكل غير عادي للتضخم، وإذا توافرت ظروف تؤدي إلى إلحاق ضرر دائم بربحية الأعمال، فستتسبب على الأرجح في تعطيل الموارد المالية الحكومية بدرجة أكبر.
تتمثل سـمة أخرى ملحوظة من سمات أسواق الأصول في أن هذه الفجوة بين الأسهم والسندات كانت حاضرة دوما عبر الأجيال. كان المستثمر في الأسهم الذي ينهي في 1910 حياته المهنية التي دامت 40 عاما ليجمع ثروة أكبر بثلاثة أضعاف الثروة التي جمعها المستثمر في السندات "باستثناء الضرائب وتكاليف المعاملات"، وكذا كانت حال المستثمر في الأسهم الذي ينهي في 1950 حياة مهنية دامت 40 عاما، ومرة أخرى في 1990. لا يضمن أداء الماضي النتائج في المستقبل بأي حال من الأحوال، لكن تظل الحال الدائمة هي أن مكاسب الأعمال، في عام عادي، لا تقل عن 4 في المائة من قيمة حقوق الملكية في سوق الأسهم، في حين يكون المستثمرون في السندات محظوظين إذا جاءت عوائدهم أعلى بنقطتين من معدل التضخم.
إذا كانت الأسهم صفقة جيدة إلى هذا الحد في الأمد البعيد، فلماذا لا يصبح المستثمرون في سوق الأسهم في الولايات المتحدة أكثر ثراء؟ تتلخص إحدى الإجابات في أن بعضهم أصبحوا أكثر ثراء بالفعل: ما عليك إلا أن تنظر في حياة وارين بافيت المهنية. لكن الأمر الأكثر أهمية أن قانون المتوسطات يستغرق بعض الوقت قبل أن يفرض نفسه فعليا ـ أن يتحول "المتوسط" إلى "العادي". إذا واجهت واقعة حيث تخسر حصتك بالكامل، فلن تجد الوقت الكافي لاستعادتها. حسابيا، ربما تستند استراتيجيتك إلى عائد متوقع مرتفع. لكن إذا كنت تحتفظ بمحفظة أعمالك وتعيد توازنها من يناير إلى يناير الذي يليه، فقد يأتي عام حيث تسوء الأمور بدرجة مذهلة. حدث هذا في 1931، وفي 2009، وقد تكون مسألة وقت فقط قبل أن يحدث مرة أخرى.
خاص بـ «الاقتصادية»
بروجيكت سنديكيت، 2023.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي