المال للتعليم

لعلي اليوم أختم مقالاتي حول التعليم الثانوي والجامعي وقياس مستويات خريجي وخريجات الثانوية العامة وحول الإضافات النوعية التي ستتم على مناهج ومحتوى الثانوية العامة عبر عشر مواد جديدة، وعلاقة الجامعات بذلك.
الأسبوع الماضي أصدر الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء أمرا بتشكيل مجلس إدارة جامعة الملك سعود كبرى الجامعات في المنطقة، وذلك ضمن تنفيذ هدف تحولها إلى مؤسسة أكاديمية مستقلة غير هادفة للربح، وضم المجلس وزراء ومسؤولين من أعلى المستويات ومن القطاعات التي لها علاقة مباشرة ببناء الإنسان وتغيير الفكر والممارسة في العملية الدراسية الأكاديمية.
لدينا كمثال يحتذى تجربة ناجحة لجامعة غير ربحية هي جامعة الأمير سلطان بن عبدالعزيز التي كان صاحب فكرتها وتبناها حتى رأت النور والنجاح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عندما كان أميرا للرياض.
نحتاج إلى مثل هذه التجارب وغيرها ليس فقط لتحقيق الاستقلال المالي والإداري للجامعات، بل أيضا لتعظيم قدراتها على استيعاب مزيد من الطلاب، السعوديين أولا، والمقيمين، ومن يأتون من الخارج كما يحدث في بعض جامعاتنا المميزة.
بعض المقتدرين ماليا يود أن يدفع المبلغ الذي يدفعه للجامعة الأهلية إلى جامعة حكومية عريقة، وهذا لا يعني تقليص عوائد الجامعات والكليات الأهلية، بل سيعني مزيدا من التنافس فضلا عن أن الطلب أكثر من العرض وسيظل كذلك لأعوام.
ربما أعود ويعود غيري إلى هذا الموضوع كل عام لنرصد ونناقش التطورات التي أحسبها تتسارع مثلما عودتنا الرؤية التي نتفيأ ظلالها ونقطف ثمارها، لكن بقي لليوم أمر واحد هو التخطيط المالي للوصول إلى النفقات الجامعية.
معظم خطط الادخار للتعليم المقدمة حاليا تركز على إيداع مبالغ معينة وتحقيق أرباح طفيفة عليها، نظرا إلى استثمارها في أشياء منخفضة المخاطر، والسؤال أو المقترح هو هل يمكن للجامعات الأهلية، أو بعض الجامعات الحكومية التي تسير نحو الاستقلال أن تصبح طرفا في المعادلة عبر الصناديق الاستثمارية، وقروض التعليم، وبرامج الادخار والتوفير بدءا من المرحلة الثانوية.
هذا لا يعني ضمان القبول والدراسة فيها، لكنه يعني مشاركتها في بناء الثقافة المالية للأسر والطلاب، واستفادتها من مشاركة العوائد مع المؤسسات المالية، وإيجادها خيارات أكثر للطلاب في المستقبل حتى لو قرروا دراسة شيء آخر خارج أسوار الجامعة. أفكر بصوت مقروء فقط، وتحتاج الأفكار إلى بلورة المتخصصين والاستفادة من تجارب غيرنا، لأن التعليم المجاني بالكامل في الجامعات سيقل حتما في المستقبل ولا بد من الاستعداد لهذه المرحلة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي