العيد المفيد

كل عام وأنتم بخير، والحمد لله على بلوغ هذا اليوم، والشكر لله، ثم لولاة أمرنا، وحكومتنا، والجنود من كل القطاعات والمتطوعين، على نجاح موسم الحج، وتسهيل أداء الركن الخامس من أركان الإسلام.
نعمة عظيمة أن تعيش في بلد عظيم، على عاتقه خدمة الإسلام والمسلمين، واستقبال وخدمة ومساعدة وعلاج ونقل ضيوف الرحمن الذين يأتون من كل فج عميق، وبعضهم بالكاد تحقق حلمه بعد أعوام من الانتظار.
لعلك الآن تقرأ «الاقتصادية» في قيلولة هادئة هانئة وقد حباك الله ببلوغ هذا اليوم، وأنعم عليك إن استطعت إقامة شعيرة من شعائر الإسلام، هي ذبح الأضحية والأكل منها، وإطعام القانع والمعتر، والتصدق على المحتاجين حولك، وإهداء من أحببت من جيرانك أو أقاربك وأصدقائك.
يؤسفني، بل إنه أحيانا يضحكني بعض الذين يظهرون في المواسم الدينية مشككين في بعض الشعائر، الشعائر والمحببات والمباحات التي ليست واجبة لكنها مستحبة وعميقة المعنى، الشعائر التي لو تأملوا فيها قليلا لوجدوها تحقق كثيرا من المكاسب الاجتماعية والإنسانية، إضافة بالطبع إلى حصول من يفعلها على الأجر والمثوبة.
في زكاة الفطر وذبح الأضحية تظهر مقولات وأفكار نحترم من يقدمها بهدوء ونناقشه وسنقنعه لأنه باحث عن حقيقة أو باحث عن الأفضل للمجتمع، لكن فئة أخرى -والحمد لله أنها قليلة وفي الأغلب باحثة عن شهرة زائفة- تستعصي على النقاش وتطوف أفكارها حول تحويل شعائر وسنن إسلامية إلى التصرفات النقدية البحتة، أو حتى التشكيك في صحة وثبوت هذه الشعائر.
في كلتا الحالتين، زكاة الفطر والأضحية، النصيب الأوفر للعطاء، والعطاء يكون من القادر إلى غير القادر، والحمد لله أن وسائل هذا العطاء تطورت وتحوكمت عبر منصات رسمية وجمعيات متخصصة مرخصة وبرامج مختلفة، بحيث يمكن أداء الشعيرة دون الحاجة إلى الشراء والذبح والتوزيع بنفسك، فأي نعمة هذه أن تستغل ما أنعم الله به عليك عبر ما أنعم الله به على بلادنا من تطور، وتحصل على الأجر.
من يقوم بالأمر بنفسه ضمن تقليد عائلي أيضا له متعته الخاصة، ويحقق فوائد تربوية ونفسية معروفة، لكن من لا يستطيع لظروف سكنه أو ابتعاثه أو تكليفه بالعمل في المواسم أو حتى عدم رغبته تتوافر له البدائل إذا كان مستطيعا وراغبا.
أتساءل أحيانا: لماذا لا نرى هؤلاء يشككون في عادة غربية مرتبطة بمناسبة معينة، مثل ذبح وأكل الديك الرومي؟ ولماذا لا يطالبون تلك الشعوب بتوفير ثمن الديك وتوزيعه نقدا على الفقراء؟

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي