تغير الوظائف وبيئة العمل
بعد أعوام قليلة سيكون في سوق الأسهم عديد من الأندية الرياضية، أي أن قطاعا كاملا وجديدا سيضاف إلى السوق، وهذا لا يشكل فرص استثمار ومضاربة فحسب، بل إنه يعني فتح الفرص لمئات الوظائف التي يتطلبها كون الشركة مساهمة عامة.
ستكون هناك في أي ناد مدرج إدارات لشؤون المساهمين، وإدارة لعلاقات المستثمرين، وستتوسع الإدارات المالية وسيتوجب وجود رئيس مالي "سي إف أو"، وستتوسع الإدارات القانونية الحالية في الأندية لأنها ستشمل الحوكمة وأمانة مجلس الإدارة.
التسويق والاتصال المؤسسي في كل ناد سيحتاج إضافة إلى عمله السابق الموجه في الأغلب للإعلام الرياضي، وللجماهير إلى التوسع في مورده البشري وتخصصاته، لأنه سيخاطب المساهمين والمستثمرين، أي أن قاعدة أصحاب المصلحة "ستيك هولدرز" ستكبر وتشمل فئات ليست بالضرورة مشجعي النادي وجمهوره في الملعب، إنهم من يبحثون عن الفرص الجديدة في قطاع أعيدت هيكلته بالكامل.
إدارات المشتريات والعمليات والموارد البشرية ستضاف أيضا إلى القائمة وتتوسع أكبر بناء على ما تقدم، فضلا عن أن كل ذلك يستلزم بالضرورة التوسع في الإدارات القائمة قبل التخصيص والإدراج لتوسع الأعمال وزيادة المسؤوليات.
الخبرات المحلية في قطاع الاستثمار الرياضي ستكون أقل من الطلب المتوقع، وكما يستعين مدرب الفريق بلاعبين أجانب في مراكز معينة، سيستعين الرئيس التنفيذي لكل ناد ببعض الخبرات الأجنبية في بعض القطاعات، ومع الزمن ستنتقل الخبرة والممارسة إلى الشباب السعوديين من الجنسين، حدث ذلك في أكثر من قطاع في المملكة، ونجحت التجربة في بعض هذه القطاعات التي حققت سعودة نوعية مع الوقت.
أيضا ستتغير بيئة العمل في الأندية التي تتحول إلى شركات من بيئة رياضية بحتة يغلب عليها طابع الحماس الذي يصل إلى حد التعصب عند البعض في التوظيف والاستقطاب، إلى بيئة اقتصادية أكثر عملية وبحثا عن المصالح، وسيختار المهني المحترف من رؤساء الأندية صاحب أو صاحبة الكفاءة والتخصص أيا كانت ميوله أو ميولها، هكذا يفترض فيمن يريد أن يبني سمعة مهنية لمنشأته التي أصبحت أو ستصبح ملكية عامة هو مؤتمن على تطويرها وتحقيق النمو فيها سعيا إلى تحقيق الاستقرار ومن ثم الربحية.
مع كل خطوة اقتصادية جديدة في المملكة تسنح فرص جديدة وأخرى تتجدد وتتغير طبيعتها، وبما أن هذا القطاع اليوم ينتقل إلى أوضاع قانونية واستثمارية أكثر عمقا واستقرارا، فالمنتظر أن يصنع مزيدا من الفرص ويفتح عديدا من الأبواب على قطاعات ستعمل معه أو تستفيد منه.