Author

لا مانع حسب النظام

|

لا يوجد في الكون مسؤول يعرف كل دهاليز الأنظمة وتفاصيلها الدقيقة والمعقدة أحيانا، لأنه ببساطة هناك مساعدون وموظفون مهمتهم الرئيسة معرفة تلك التفاصيل والرفع للمسؤول بالمقترحات والتوصيات وهذا لب العمل الإداري.
في الواقع ليس مطلوبا من القائد أن يعرف كل التفاصيل ولو عرفها لما احتاج للمساعدين والموظفين. لذلك يأتي من يظن أن من واجبات المسؤول أن يكون مطلعا وفاهما وملما بكل التفاصيل وهذا غير صحيح إطلاقا وكم شاهدنا من مسؤولين تخصصاتهم وربما خبراتهم ليست لها علاقة بعملهم ومع هذا نجحوا لأن لديهم فريقا متكاملا.
تعد العبارة أعلاه العلاج السحري في كثير من الأمور التي ربما يجهل المسؤول بعض تفاصيلها سواء كانت مالية أو إدارية أو فنية ولا يريد أن يقع في حرج من عدم المعرفة أو المخالفات الإدارية. وتختلف الصياغة من شخص إلى آخر فالبعض يكتبها "لا مانع وفق الأنظمة" أو "لا مانع حسب اللوائح" وغيرها كثير.
هذه العبارات لها جانبان إيجابيان وآخر سلبي. الجانب الإيجابي الأول يثبت فيها المسؤول أنه موافق على الطلب من حيث المبدأ. والنقطة الإيجابية الأخرى هي حمايته عندما توضع المعاملة في سلة الموظف المختص الذي يبحر بحثا عن مدخل للتمرير، لأنه يعرف أن هناك إدارة قانونية ترصد كل شاردة وواردة. أما النقطة السلبية فهي أن العبارات وضعت المسؤول الفاهم وغير الفاهم في موضع واحد وأصبحت مخرجا ملائما.
الإدارة علم وفن وتطويع الفن القيادي برائحة العلم الإداري في توجيه المعاملات والإجراءات بطريقة ذكية ومعرفة قوية، تؤكد نضج صاحب التوجيه بعيدا عن العبارات المتكررة. بالمختصر قيل قديما: "نصف الحرب دهولة ونصف القيادة قرار".

إنشرها