جامعة الدول العربية .. دور تاريخي في لم الشمل وتوثيق الصلات

جامعة الدول العربية .. دور تاريخي في لم الشمل وتوثيق الصلات

جامعة الدول العربية .. دور تاريخي في لم الشمل وتوثيق الصلات

يزخر سجل جامعة الدول العربية منذ إعلان نشأتها 1945، بكثير من الإنجازات التي حققتها ولا زالت تسعى إلى تحقيق المزيد منها، ما يؤكد أهمية دورها على امتداد تاريخها كحجر أساس في جمع شمل الدول العربية، وتوثيق الصلات بينها، وصيانة استقلالها وسيادتها، وتدعيم العلاقات والوشائج العربية، وكذلك تنسيق المواقف العربية تجاه بعض القضايا، في ظل أحداث ومتغيرات عدة شهدتها المنطقة.
ومن أبرز إنجازات جامعة الدول العربية، إسهامها في حصول الدول العربية على استقلالها، حيث دعمت جهود التحرر في الجزائر، وعمان، واليمن، والسودان، وكان هذا الدور هو السبب المباشر في اتساع حجم العضوية بها، لتشمل 22 دولة عربية، في حين لم يتعد عدد الدول الموقعة على الميثاق التأسيسي سبع دول.
واستفاد الوطن العربي كذلك من مشاركة جامعة الدول العربية في تسوية بعض المنازعات العربية - العربية، كما أنشأت الجامعة قوة أمن مؤقتة بسبب النزاع الكويتي - العراقي 1961، وطورت دبلوماسية مؤتمرات القمة العربية.
ومن أهم الإنجازات التي عززت مكانة الجامعة العربية في قلب العرب على مختلف الأصعدة، تشجيعها التعاون العربي - العربي عبر مجموعة المنظمات المتخصصة التي تشكلت على مختلف المستويات داخل إطار الجامعة وخارجها، ففي إطار الجامعة تم إنشاء منظمات اتسع نشاطها ليشمل اهتمامات ومسائل العمالة، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، والشؤون العلمية والثقافية، ووسائل الاتصال والإعلام.
ونهضت بعض المنظمات التابعة للجامعة العربية، مثل منظمة العمل العربية، والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، واتحاد إذاعات الدول العربية، والاتحاد العربي للمواصلات السلكية واللاسلكية، بالتعبير عن الاهتمامات والنشاطات العربية كافة. كما نشط خارج إطار الجامعة العربية، العمل النقابي العربي بجهد مميز لا يغفل من الجامعة وبتنسيق مستمر بين أجهزتها؛ ومن هنا جاء إنشاء اتحادات المحامين والأطباء والصحافيين والحقوقيين والعمال العرب.
وفي إطار الاهتمام بمصالح الدول المشاركة في الجامعة العربية، برز إنجاز آخر في قيامها بتمثيل الدول العربية في مختلف المحافل والمنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة ومنظمة الاتحاد الإفريقي، والتعاون مع هذه الأخيرة على تكوين عدد من المؤسسات المشتركة مثل المصرف العربي للتنمية في إفريقيا، والصندوق العربي للقروض، هذا إلى جانب دور الجامعة العربية كطرف في الحوار مع أوروبا في حقبة السبعينيات.
وكانت جامعة الدول العربية قد تأسست في 22 مارس 1945 في العاصمة المصرية القاهرة، لتكون منظمة إقليمية للدول العربية في الشرق الأوسط، وتضم في عضويتها الدول الناطقة باللغة العربية التي تستخدمها كلغة رسمية، وتشمل الدول الأعضاء المؤسسة للجامعة: السعودية، ومصر، وسورية، ولبنان، والعراق، والأردن، واليمن، أما الأعضاء الآخرون الذين انضموا تباعا فهم: ليبيا، والسودان، وتونس، والمغرب، والكويت، والجزائر، والبحرين، وعمان، وقطر، والإمارات، وموريتانيا، والصومال، وفلسطين، وجيبوتي، وجزر القمر. وتضم جامعة الدول العربية ثلاثة فروع رئيسة إلى جانب أجهزة أخرى أنشأتها معاهدة الدفاع العربي المشترك 1950، إضافة إلى أجهزة أنشئت بقرارات من مجلس الجامعة، وتتكون أولا: من مجلس الجامعة: وهو أعلى سلطة في الجامعة ويتكون من ممثلي الدول الأعضاء، ولكل منها صوت واحد مهما كان عدد ممثليها، وفي 1973 حسم النظام الداخلي لمجلس الجامعة قضية التمثيل فتقرر أن يعقد المجلس دوراته على مستوى وزراء الخارجية أو مستوى أعلى، ولهم أن ينيبوا عنهم مندوبين أو مفوضين، وفقا للمادة الثانية من هذا النظام.
ويختص المجلس بمراعاة تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين الدول الأعضاء، ودعم التعاون بين الدول العربية والهيئات الدولية المعنية بحفظ السلم والأمن الدوليين، واتخاذ التدابير اللازمة لدفع ما قد يقع على إحدى دول الجامعة من عدوان فعلي أو محتمل، وفض المنازعات التي تنشأ بين الدول العربية عن طريق الوساطة أو التحكيم، وتعيين أمين عام الجامعة وتحديد نسبة إسهامات الدول الأعضاء في ميزانية الجامعة، وأخيرا وضع النظام الداخلي للمجلس واللجان الدائمة والأمانة العامة للجامعة.

الأكثر قراءة