Author

وسائل التواصل

|

لعل من المناسب قراءة واقع التواصل الاجتماعي وما يحدث فيه من تغيرات متسارعة. تظهر شخصيات وتختفي أخرى، ويغلب على المشهد وجود حالات من التعلق بالأسلوب أكثر من الفكر. يمكن قراءة الواقع الحالي من مناظير متعددة أغلبها ناقد وباحث عن السلبيات، وقليل يحاول الحياد ويبحث عن الإيجابيات حيث يمكن أن تكون.
هذه العملية مضنية وغير سهلة أبدا، وهي إشكالية قائمة في كل دول العالم. السبب الأهم هنا هو أن مستخدمي هذه التطبيقات هم من الأحدث سنا، وهذا له تبعات كثيرة يمليها واقع الحال وعمر الفئات المتعاملة في هذه الوسائط والتطبيقات. نعلم أن الشباب أكثر ميلا للتغيير والتحديث وتململا من الواقع بحكم التغييرات النفسية والحيوية الطبيعية.
إن استغلال عدم الاتزان الحاصل اليوم من قبل بعض المشاهير أو الجهات التي تمول بعض هؤلاء المشاهير يؤدي بالطبيعة إلى صراع داخل المجتمعات بين الفئات الأقل تعرضا لهذه الوسائط الذين من ضمنهم من يرون أن التغيير الذي يشاهدونه ضار اجتماعيا ونفسيا للأغلبية، وأولئك الذين يبحثون عن الجديد بغض النظر عن التحكم في مدخلاته ومخرجاته. ومن نافلة القول أن نضع حملا أكبر على علماء النفس والجهات المسؤولة عن سلامة المجتمع وصحة أفراده ذلك أن التغييرات التي يمر بها الشباب والفتيات يصل بعضها لمخاطر الوقوع ضحايا للمخدرات والجريمة بالتبعية.
فقدان القدوات الاجتماعية من أغلب الفئات، والتعلق بالمشاهير يوجد حملا أكبر على عمليات الرقابة على وسائل التواصل الاجتماعي، ولا أستغرب ما تمارسه كثير من دول العلم حتى المتقدم منها من عمليات سيطرة على المحتوى الذي يقدم في تلك المنصات والبرامج، رغم عدم الاهتمام بالمحتوى التافه الذي لا ينمو لمستوى الجريمة إلا أنه ينشر أساليب غير صحية في التعامل مع الناس والأشياء والأحداث. لا أعلم إن كانت هناك إحصائيات تتعامل مع هذا التغيير الجوهري في الأوضاع الاجتماعية والعلاقة بين ما تعانيه المجتمعات والتعلق الغريب بوسائط التواصل الاجتماعي لكن هناك مؤشرات حقيقية على التأثير السلبي لهذه الوسائط مما تعايشه الأسر. هذه الإحصائيات مهمة جدا في توجيه التعامل مع هذه الوسائل والرقابة على المحتوى الخطير الذي ينتج عنه الأثر السلبي الضار على المجتمع. الغريب أن هناك كثيرا من المحاولات التي تهدف إلى تحسين المحتوى، ويمارسها مشاهير معروفون لكنها لا تحقق المطلوب.

إنشرها