الارتقاء بمستوى نواتج التعلم «3 من 3»

من أجل تحقيق مستوى نواتج تعليمية معتبرة قام كل من الأردن والسعودية والإمارات بإعداد استراتيجيات محددة لتحسين مستوى الإلمام بالقراءة والكتابة باللغة العربية في الصفوف الدراسية الأولى، مع وضع أهداف تعليمية وخطط عمل طموحة.
تتزايد مشاركة دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في التقييمات الدولية للطلاب، مثل برنامج التقييم الدولي للطلاب PISA، ودراسة الاتجاهات الدولية في الرياضيات والعلوم TIMSS. ففي 2022، أجرت مصر أول تقييم وطني للصف الرابع لمحو الأمية والرياضيات في اللغة العربية. ويعد القياس ضروريا للتمكن من التوجيه الصحيح للإجراءات التدخلية في المجالات التي تشتد الحاجة إليها. وتؤدي مشاركة نتائج التقييم مع الجمهور إلى بناء الوعي العام والمساعدة على حشد الجهود لدى طائفة كبيرة من أصحاب المصالح المكتسبة.
يعد الالتحاق بمدارس رياض الأطفال، حيث تتطور مهارات القراءة والكتابة في مرحلة مبكرة، أمرا بالغ الأهمية أيضا. ويساند البنك الدولي توسيع نطاق برامج رياض الأطفال الجيدة في جميع أنحاء المنطقة. فعلى سبيل المثال، أعيد تأهيل 237 فصلا دراسيا في الأراضي الفلسطينية العام الماضي، وفي الآونة الأخيرة أطلقت الحكومة سبع شراكات بين القطاعين العام والخاص من أجل التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة.
تقديم التحويلات النقدية للأسر التي لديها أطفال في سن الدراسة، وتوجيه مساندة إضافية إلى الفئات الأكثر احتياجا، من شأنه أن يساعد الطلاب الأكثر عرضة لخطر التسرب. ويعد توافر عوامل الصحة والتغذية والمأوى من المتطلبات الأساسية للتعلم، من جانبه يساند البنك الدولي الحكومات في أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ببرامج للتحويلات النقدية توفر شريان حياة أساسيا للأسر الأشد احتياجا.
ودول المنطقة لديها فرصة لاستعادة فاقد التعلم وذلك عن طريق اتخاذ إجراءات منسقة تدعمها استثمارات قوية وذكية. ويعد البنك الدولي أكبر ممول خارجي في مجال التعليم في العالم، كما أنه شريك لديه التزام صارم نحو دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في هذا المجال. ومع عمل جميع أصحاب المصلحة معا ـ الحكومات والأسر وأرباب التربية والتعليم وشركاء التنمية والمجتمع المدني والقطاع الخاص ـ يمكن لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن تقوم بالتغيير المطلوب، لإحداث تحول إيجابي في نواتج التعلم، وبذلك تنجز وعدها بتحقيق مستقبل أكثر إشراقا للجيل الحالي من أبنائها. لذا فقد حان وقت العمل الآن!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي