مشروع الدرعية

عندما نزور أي دولة نحرص على زيارة أعرق مكان فيها كمحاولة للاقتراب من ثقافة هذا البلد، ومعرفة تفاصيل نهضته وحضارته الماثلة أمامنا، ونعد مواقعه التراثية جزءا مهما من جدول زيارتنا. هذا ما سيفعله ويفكر فيه السائح عندما يزور الدرعية، المدينة الحلم الذي يتحقق يوما بعد يوم على أرض الواقع، الحلم المبني على واقع موجود نحافظ عليه، لأنه جزء أساس من تاريخنا، ومنطلق لدولتنا التي هي اليوم في مصاف الدول الأكبر والأفضل والأقوى.
الرؤية الثاقبة للأمير محمد بن سلمان ولي العهد ضمت مشروع الدرعية ليكون خامس المشاريع الكبرى في المملكة التي يتولاها صندوق الاستثمارات العامة، في خطوة نحو زيادة وتعميق الفرص والعائد منها، فنحن نعلم أن صندوق الاستثمارات العامة ينهض بالمشاريع الكبرى ويتيح لعديد من القطاعات المشاركة فيها.
انضمام المشروع إلى الصندوق سيتحقق معه مزيد من الاستدامة والحوكمة وستتعاظم الفرص المتاحة للمستثمرين والأفراد وستزيد فرص العمل، العمل المبدع الخلاق، فالمكان له خصوصية فريدة وسيكون العمل فيه له طابعه الخاص المميز. في هذا المشروع العملاق الخامس في منظومة المشاريع الكبرى فرص البناء التي تهم قطاع المقاولات ومصانع من مختلف المستويات، والفنادق ذات الطابع الخاص التي سيتنافس عليها كبرى الشركات العالمية والمحلية والسياحية، التي ستكون نتاج ذلك ومن قبل هي نتاج ما يحتويه موقع الدرعية من آثار هي اليوم في قائمة التراث العالمي.
الإسكان أيضا سيكون ضمن مكونات المشروع وأحسب أن المساكن هناك مع نظام البناء الخاص بالدرعية ستكون الأفضل، لكونها جزءا من مشروع تراثي ثقافي بيئي متكامل.
الثقافة واقتصادها سيكونان من أبرز ملامح المكان فالبيئة مهيأة، والموقع فريد، وبين جنباتها أحد أعظم أودية البلاد ومع الثقافة هناك جودة الحياة، حيث لاحظنا الاحتفاظ بالمزارع والتشديد على المحافظة عليها.
نحن نتحدث عن منظومة أو فسيفساء حضارية تنموية تشمل عدة جوانب بدءا من المكانة الوجدانية للمكان في نفوس المواطنين، وليس انتهاء بالمكانة العالمية تراثيا وسياحيا التي ستتحقق -بإذن الله- مع اكتمال مراحل المشروع.
سيرى السائح من أين بدأنا ما نحن فيه ويستشف ملامح تاريخنا ويعرف وينقل أن هذه البلاد وأهلها نتاج حضارة أصيلة عريقة، وأننا نحلم بالقمم ونصل إليها بالهمم.
يوما بعد يوم نحقق أهداف رؤيتنا، ومع العمل وتحقيق النتائج نقوم بإضافة وتعديل الهيكلة اللازمة لمزيد من النجاح، وهذه الخطوة تعكس ذلك بكل وضوح.