فرص التحول إلى النمو الأخضر «2 من 3»

وبشأن خطوات فرص التحول إلى النمو الاقتصادي الأخضر، فإنه أولا يتم تبني التحول العالمي نحو استخدام الطاقة الكهربائية. لكون أكثر من 70 في المائة من الانبعاثات العالمية تصدر عن استخدام الطاقة.

ولخفض انبعاثات الكربون، فإن العالم بحاجة إلى استخدام الكهرباء في تشغيل الأشياء التي نديرها حاليا باستخدام الوقود، وكذلك توليد الكهرباء من مصادر خضراء مثل الرياح والشمس، وسيتطلب ذلك أعدادا هائلة من الألواح الشمسية وتوربينات الرياح والكابلات الكهربائية والمكثفات إضافة إلى آليات لتخزين الطاقة، مثل بطاريات الليثيوم أيون.

وستكون هناك حاجة أيضا إلى محال كهربائية وخلايا وقود لتحويل الكهرباء إلى هيدروجين والعكس، وجميع هذه المنتجات تتطلب كميات كبيرة من المعادن والعناصر الأرضية النادرة، وينبغي لذلك مضاعفة الإنتاج من هذه المعادن عدة أضعاف إذا أراد العالم أن يصل بالانبعاثات إلى مستوى الصفر الصافي، وهو ما يتطلب طفرة تعدينية.
والتعدين في حد ذاته يندرج ضمن الصناعات ذات الاستهلاك الكبير للطاقة. ومن المرجح أن يفرض المستقبل ضرورة أن تكون الطاقة المستخدمة في التعدين خضراء أيضا.

وللتعدين كذلك تأثيرات بيئية محلية ويستهلك كميات كبيرة من المياه. ولا يقوم معظم الدول بتنفيذ نظام منفتح على الاستثمار، لكنه يدير هذه المخاطر وتضارب المصالح على النحو المناسب.

وإضافة إلى ذلك، ينبغي أن تحول هذه المعادن إلى السلع الرأسمالية اللازمة للتحول نحو استخدام الطاقة الكهربائية، ويتطلب ذلك سلاسل قيمة عالمية طويلة في قطاع الصناعة التحويلية.

ويجري حاليا إنشاء عديد من المصانع الضخمة لإنتاج بطاريات الليثيوم أيون ومعظمها في الصين وأوروبا والولايات المتحدة. لكن لماذا لا يتم إنشاء مثلها في بلدك؟ هل لديك ما يلزم لإقامتها؟ وإذا لم يكن لديك ما يلزم فهل يمكنك اكتساب القدرات التي تفتقر إليها؟
وفي الوقت الذي ستحقق فيه بعض الصناعات نموا مع خفض انبعاثات الكربون من العالم، ستنكمش صناعات أخرى، وبعضها قد يكون في بلدك. ويتعين عليك تحديد الصناعات القائمة على التصدير التي ستواجه صعوبات لكونها مصادر كبيرة للانبعاثات، أو لأن سلاسلها للقيمة عالية.

وسيتجاهل أصحاب المصالح في الداخل ظاهرة الاحترار العالمي بوصفها خدعة، وسيتحركون ضد سياسات التخضير، غير أنهم رغم ذلك سيتأثرون بهذه الاتجاهات العالمية.

وفي وقت أقرب مما تعتقد، ستواجه شركاتك العاملة في هذه الصناعات صعوبات في الحصول على التمويل، نظرا إلى أن أسواق رأس المال ستتوجس من أن الأصول التي ستمولها ستصبح أصولا معدومة، فابحث عن طرق لنقل القدرات إلى آفاق واعدة بقدر أكبر.
ثانيا لا بد من الاستفادة من القرب من مصادر الطاقة المتجددة.

فالشمس تشرق والرياح تهب في كثير من الدول، غير أن بعض هذه الدول، "ومنها ناميبيا وتشيلي وأستراليا"، يعمل بجد لاستغلال مصادر الطاقة هذه للحصول على الطاقة الخضراء.

وقد يكون ذلك بمنزلة خطوة أولى نحو مستقبل أكثر واعد بقدر أكبر. ويعود ذلك إلى العوامل التالية.
إن النفط والفحم غنيان بالطاقة بشكل كبير، ما يعني أنهما يحتويان على كثير من الطاقة لكل وحدة وزن وحجم وهذا ما يجعل نقلهما رخيصا. فإذا كان سعر برميل النفط نحو 100 دولار، وهو في البئر فإن تكلفة شحنه إلى الجانب الآخر من العالم أقل من أربعة دولارات.

ونتيجة لذلك، فقد أسهم النفط والفحم في جعل العالم متكافئا من منظور الطاقة، فالدول غير الغنية بالطاقة يمكنها أن تصبح قادرة على المنافسة في المنتجات كثيفة الاستهلاك للطاقة. وتعد الصين واليابان وألمانيا، على سبيل المثال، من كبار مصدري الصلب، غير أنها من مستوردي الطاقة... يتبع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي