Author

الإعاقة والتأهيل

|

تنظم جامعة الفيصل في الرياض المؤتمر السادس للإعاقة والتأهيل. هذا المؤتمر يعنى بموضوع ذي حساسية عالية ويجب أن ينال حقه من الاهتمام في كل الأوساط سواء الطبية أو الاقتصادية أو الخيرية. هناك فرصة كبيرة لتحقيق نجاحات مهمة على صعيد التعامل مع مختلف الإعاقات التي تنتشر في كل دول العالم.
حقق عدد محدود من الدول نجاحات تذكر في المجال، بمعنى أنه مجال خصب للبحث والتطوير والاستثمار، ولا ننسى هنا أن كثيرا من الإعاقات التي يعانيها المصابون هي نتيجة لحالات صحية وأمراض مزمنة أو جلطات أثرت في مراكز التحكم في الحركة لدى المرضى. هؤلاء الذين تلزم معاينتهم والاهتمام بدعم حياتهم من خلال كل الوسائل المتاحة، يستحقون منا كثيرا من الاهتمام.
لعل المتابع يشاهد توجه المرضى إلى الخارج للعلاج، حتى إلى دول العالم الثالث، ومع ذلك يبحث المريض عن علاجه في أي مكان ومهما كانت التكلفة. توجد في المملكة تجربة رائدة تتمثل في مدينة الأمير سلطان الإنسانية. هذا الصرح مشهور على مستوى العالم بسبب الكفاءة العالية والتجهيزات المتطورة والبحوث والكوادر المؤهلة. كثيرون ذكروا أن المراكز التي تستقبلهم في الخارج تستغرب عدم استفادتهم من هذا المدينة المتكاملة.
السبب المعروف هو محدودية الطاقة السريرية لهذه المنشأة، بل إنها تواجه صعوبات أكبر مع الضغط المتزايد والحاجة المتعاظمة إلى خدماتها. هنا نسترجع إنشاء هذه المدينة وهي تجربة خيرية في الأساس من قبل الأمير سلطان بن عبدالعزيز. هذا يستدعي السؤال لماذا لا يقوم أصحاب القدرة المالية والراغبون في الأجور بإنشاء مدن مثيلة على خريطة الوطن. ولماذا لا تكون ـ كلها ـ بالمستوى التقني والكوادر البشرية أنفسهما؟
معلوم أن العناية بالمريض فيها من الأجور ما لا يمكن قياسه، وهي مذكورة في كل مكونات الدين والتراث والثقافة الوطنية التي نؤمن بها. لكن من يعلق الجرس ويدعو إلى مثل هذه الاستثمارات الخيرية عندنا.
من المعلوم أن أغلب المستشفيات والمراكز الصحية العالمية هي نتاج أوقاف أشخاص أو كيانات تهتم بالأمر من ناحية إنسانية مجردة، فكيف بنا ونحن نؤمن أنها طاعة للرحمن وعمل يؤجر عليه الواحد في حياته ومماته. أظن أن التركيز على مثل هذه المكونات - التي لا ينتبه لها كثيرون - مهم في المرحلة المقبلة، خصوصا أن البلاد تتجه نحو رؤية تتبنى دورا أكبر من القطاعين الثاني والثالث.

إنشرها