Author

حكاية منتخب

|

لست من عشاق كرة القدم ومن النادر أن أتابع المباريات، لكن حين يتعلق الأمر بمنتخبنا الوطني الذي يخوض مباريات عالمية فهنا يحتم الواجب الوطني أن أفعل دعما ومساندة ودعاء. لن أتناول الأمر فنيا وتحليليا، فأنا لا أفقه شيئا من هذه الأمور و"من قال لا أدري فقد أفتى"، لكني سأتناول الأمر من زاوية أخرى حيث الإلهام والقدرة على الفوز رغم كل التحديات. قبل أن يخوض منتخبنا السعودي مباراته التاريخية مع منتخب الأرجنتين كان العالم يتحدث عن الفريق الأرجنتيني القوي الذي حصل على كأس العالم مرتين، ولم يهزم خلال 36 مباراة سابقة، إضافة إلى كون قائده هو ميسي أشهر لاعب كروي على وجه الأرض. كانت تعليقات المشجعين لهذا الفريق تدور حول ثقتهم المطلقة بخسارة السعودية وفوز الأرجنتين، وفي مقابلة مع إحدى المشجعات قالت بسخرية، "سنعد مباراة السعودية مجرد تمرين للأرجنتين"، وحين نزل منتخبنا إلى الملعب كانت أغلب الجماهير المشجعة تهتف لمصلحة المنتخب الأرجنتيني. كل المؤشرات البشرية والفنية كانت تشير إلى فوز الأرجنتين. وسط كل هذا الضغط نزل لاعبو المنتخب السعودي غير مكترثين بكل تلك المعطيات، وركزوا على الهدف الذي سعوا من أجله وهو الفوز فقط، فماذا حدث؟ حققوا الفوز!
ما حدث في ذلك اليوم هو أعظم درس شهدناه خلال 2022 وسيظل عالقا في أذهاننا للأبد، وهو أن كل إنسان قادر على الفوز وتحقيق أهدافه -من بعد مشيئة الله تعالى- إن أراد بإصرار وقاتل في سبيل ذلك. ماذا لو أن المنتخب السعودي نزل إلى الملعب والتقييمات السلبية للمحللين الكرويين التي تتنبأ بالفوز الساحق للأرجنتين ترن في آذان لاعبيه. ماذا لو أن اللاعبين استمعوا لتعليقات مشجعي المنتخب الأرجنتيني التي تعج بها وسائل التواصل الاجتماعي وسخريتهم من قدرة المنتخب السعودي على تحقيق الفوز؟ ماذا لو أن أسطورة ميسي اللاعب الذي لا يهزم قد صدقتها عقولهم. ماذا لو أن هتافات الجماهير العالمية المشجعة للأرجنتين في الملعب أثرت في معنوياتهم. ببساطة ماذا لو أنهم صدقوا بأنهم غير قادرين على كسر شوكة الفريق الأرجنتيني والفوز عليه، فهل كانوا حقا سيفوزون؟
وخزة
"مدرب المنتخب السعودي الملقب بالثعلب الفرنسي قال للاعبين في غرفة تبديل الملابس، (افعلوا كل ما في وسعكم من أجل الفوز). حين تقاتل من أجل أن تفوز فأنت شخص محارب لا يقبل الهزيمة، لكن حين تقاتل لتحقق فوزا تمثل فيه وطنك، فأنت شخص عظيم حقا، لذلك انتظروا فوزا ساحقا لمنتخبنا غدا الأربعاء -بإذن الله تعالى".

اخر مقالات الكاتب

إنشرها