default Author

وميض البشر

|

في 1984 أطلق المهندس البناء ستانلي واتراس فجأة جهاز الإنذار في محطة للطاقة النووية في ولاية بنسلفانيا، لاشتباهه في تعرض العمال للإشعاع. ذهل موظفو السلامة لهذه الحادثة الغريبة لأن المحطة كانت لا تزال في طور البناء، ولم تعبأ بعد بالوقود النووي، إضافة إلى أن واتراس لم يكن يحمل معه أي مصدر إشعاعي. لاحقا اكتشفوا أن مصدر الإشعاع لم يكن المحطة، بل جسم واتراس الذي امتص كميات كبيرة من غاز الرادون الذي تسرب إلى قبو منزله!
تنتشر الإشعاعات طبيعيا في كل مكان حولنا وقد تصل إلى أجسامنا بعدة طرق. فأجسادنا تتوهج في الظلام، لكن لا يمكننا رؤيته لأن الضوء الذي ينبعث من الجسم يقل بمقدار ألف مرة عن حساسية أعيننا المجردة. بينما قد ترانا كائنات أخرى تمتلك حساسية أعلى من إمكانات أعيننا، وهذه الأشعة لم ولن تصنع منا أبطالا خارقين ولن تحولنا إلى وحوش مشوهة كما نرى في أفلام الخيال العلمي. وقد يؤدي بعض العوامل البيئية إلى زيادة النشاط الإشعاعي لجسم الإنسان.
يقول مايك شورت، أستاذ مشارك في العلوم والهندسة النووية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، "تشق معظم النظائر والعناصر المشعة طريقها إلى أجسامنا عبر الطعام الذي نأكله والماء الذي نشربه والهواء الذي نتنفسه". حيث يحتوي بعض الأطعمة على تركيزات متفاوتة من النظائر المشعة، مثل الموز الذي يحتوي على كمية صغيرة من البوتاسيوم 40 المشع، والجوز البرازيلي الذي يحتوي على الراديوم المشع. ومن المطمئن أن كميات هذه الأطعمة التي يستهلكها الشخص العادي لا تزيد كثيرا من المخاطر الصحية المتعلقة بالإشعاع، وفقا لوكالة حماية البيئة الأمريكية
ورغم ما يحدثه البشر في بيئتهم من ضرر مثل اختبارهم الأسلحة النووية في الغلاف الجوي في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، وكارثة فوكوشيما وتشرنوبيل التي أوجدت بعض المواد المشعة، إلا أنه ولحسن الحظ وجد أن معظمها قد تلاشى واختفى بالفعل من غلافنا الجوي.
وحديثا اكتشف علماء من جامعة شنغهاي جياو تونج في الصين أن يد الإنسان تنبعث منها بشكل طبيعي أشعة تحت حمراء، وتوصلوا في بحثهم إلى أنه يمكن التقاط هذه الأشعة وتوظيفها في تطبيقات تراوح بين توليد الإشارات وأنظمة التشفير، أي بإمكانك تشفير رسالة أو فك شفرتها وقراءتها بوساطة أشعة يدك دون الحاجة إلى مصادر أخرى، وأشاروا كذلك إلى أنه نظرا إلى أن اليد لها أصابع متعددة، فإن الأشعة تحت الحمراء التي تنبعث منها يمكن عدها متعددة الإرسال.

إنشرها