Author

اللغة العربية والأخطاء الفنية

|

احتفل العالم العربي بلغة العرب خلال عام كامل، ولا أعلم هل هناك مخرجات لهذا الاحتفال، عدا الاحتفال بالخط العربي. ذلك أنه منذ أن بدأ الاحتفال بهذه اللغة العظيمة التي رفع الله جل وعلا قدرها عندما جعل آخر كتبه وأعظمها إعجازا بها. هذا الشرف الكبير يدفعنا إلى توقع منظومة مسؤوليات يتحملها الجميع دون استثناء، في إطار الحرص على نقاء اللغة وضمان احترام الجميع لها شيبا وشبانا.
على أن العربية كانت تحظى بالاهتمام من قبل الأوائل لأسباب كثيرة، ثم تراجع الاهتمام تدريجيا إلى درجة جعلت الآباء والأمهات يحدثون بنيهم وبناتهم بلغات أخرى في أغلب دول العالم العربي، اعتمادا على الحال والمؤثرات الثقافية والاجتماعية والتاريخية. يستمر تراجع الاهتمام بالعربية لدرجة تجعل الوضع خطيرا يستدعي التصرف من قبل الجهات التعليمية والتربوية والثقافية الرسمية وغير الرسمية.
من المهم تكوين منظومة من التعليمات والتوجهات الاجتماعية والسلوكية تستهدف تشجيع الاعتماد على اللغة، والمحافظة على نقائها وصفاء ما ينشر بها في الكتب ووسائل الاتصال والإعلان، وما تستخدم فيه اللغة من اللوحات والإشعارات والتفاصيل في كل مكان. أعترف أن المهمة جد صعبة، ومن الضروري أن تتبناها جهات ذات قرار وصلاحية من خلال بنود حامية للغة، لكنها ضرورية ومصيرية لأبنائنا وبناتنا وهم يفقدون قدرتهم على التعامل مع أهم ما يملكه المسلم وهو القرآن الكريم.
تداعت هذه الأفكار عندي بعدما شاهدت لوحات إعلانية يكسر فيها المبتدأ، ويرفع فيها المفعول، ويفتح المجرور، وكأننا لا نعلم أبجديات هذه اللغة. وصلت الحال إلى استخدام بعض المختصرات المخلة، مثل استخدام حرف "ف" بديلا عن حرف الجر "في"، في كثير من المراسلات حتى الرسمي منها، وهناك أخطاء في بسيط اللغة، فضلا عن عدم معرفة الفرق بين حروف مثل "الضاد" وهي لغته و"الظاء"، ومعرفة أين تستخدم التاء المفتوحة وأختها المربوطة، والخطأ المشهور في بناء الفرق بين "إن شاء الله" ومن يكتبها "إنشاء الله" وحالات الهمزة عموما.
المشكلة أن كثيرا من هذه الأخطاء تقع ممن حصلوا على تعليم عال، وهنا أستأذنهم جميعا وأطالبهم بأن يراجعوا ما يفعلون، لأن الأغلب منهم يفعل ذلك دون أن يهتم بتغييره حتى لو لوحظ عليه. الحالة غير صحية، واستمرارها خطر على الثقافة والتاريخ حتى الالتزام بالدين بحكم الرابط العضوي لهذه اللغة بالدين الإسلامي.

إنشرها