Author

اخلعي

|

في بعض الأحيان حين تؤمن بوجهة نظر تعلم جيدا أنها ضد التيار المجتمعي، فإنك ستكون أمام خيارين لا ثالث لهما، إما أن تجازف وتبدي وجهة نظرك وتتحلى بالشجاعة مهما خضت حربا شرسة، وإما أن تقتنع بأن إيمانك بها لا يجب أن يتعدى جدران الصمت، وبذلك تنجو و"تريح مخك"، فإن اخترت الثاني فلن ألومك، فالأمر ليس يسيرا والمرء أحيانا لا طاقة له بالدخول في منازعات قد لا يخرج منها سليما معنويا، أما إن اخترت الخيار الأول، فاسمح لي أن أبارك لك شجاعتك وإقدامك نحو مغامرة غير مأمونة العواقب، لذلك أعتقد من وجهة نظري الشخصية أن ما يحدث اليوم من فشل حالات الزواج وارتفاع معدلات الطلاق سببه الأساس، هو التربية الأسرية في المقام الأول.
إشكالية الزواج اليوم أنه أصبح يتمحور حول الديكور الخارجي لفكرة الزواج والاهتمام بجميع التفاصيل الشكلية، بدءا من "الكوشة" وبوفيه الطعام وتزيين صالة الفرح إلى أجور المصورة والقهوجية وفستان الزفاف والمطربة... مرورا بالإشراف الدقيق على تصميم وتأثيث عش الزوجية من ديكورات وأثاث وكماليات وغيرها، انتهاء بشهر العسل وطقوسه، كل ذلك يحدث بعيدا عن المحور الأساس لكينونة الزواج ومقصده العظيم، الذي يجب أن يكون مبنيا على المودة والرحمة والتوافق النفسي والاجتماعي والعقلي بين الزوجين، والقدرة على تحمل مسؤولية وواجبات وحقوق الأسرة والأبناء فيما بعد، كل هذه الأمور الأساسية فجأة ستكون من مفاجآت الطريق التي ينصدم الزوجان بوجودها بعد أن يعودا من شهر العسل، وينخرطا في الحياة الواقعية الفعلية لهما، لذلك ارتفاع معدلات الطلاق المخيفة تخبرنا بوجود مشكلة عويصة في مفهوم فكرة الزواج وتكوين الأسرة، وضرورة إلقاء الضوء من قبل علماء الاجتماع والطب النفسي على هذه الظاهرة. أجزم بأن وقوع الطلاق يكون أقل ضررا عند عدم وجود أبناء في الأسرة، لأنهم في النهاية هم من سيدفعون الثمن، خصوصا حين يقع وهم في مرحلة الطفولة ولم يستوعبوا بعد فكرة الانفصال، وسيزداد الوضع سوءا حين يكون أحد الطرفين أو كلاهما غير مدرك للوضع النفسي للأطفال، فيتخلى عن مسؤولياته بحجة أنه يريد أن يبدأ حياته من جديد، وكأن أطفاله طلبية وصلته من أحد مواقع التسوق وبإمكانه حذفها من قائمته متى أراد.
وخزة:
وصلتني رسالة من زوجة وأم لطفلين تقول، "زوجي شخص رائع ومحب لي ولأطفالي ومتفان لأقصى درجة ودعمني حتى أنشأت مشروعي الخاص، لكنه يعاني الشخير ليلا وأقلقني الأمر جدا، فهل تنصحيني أن أخلعه؟ أجبتها نعم اخلعيه وفورا فأنت لا تستحقينه".

اخر مقالات الكاتب

إنشرها