default Author

قراءة أفكار السائقين

|

العنصر الأهم في قيادة السيارة في شوارعنا ـ طلبا للسلامة ـ هو القدرة على قراءة أفكار السائقين الآخرين والتنبؤ بتصرفاتهم المحتملة قبل وقوعها لتلافي الحوادث، هذا أهم في تقديري من وجود رخصة قيادة مع ضرورة توافر الأخيرة بالطبع. والسبب عدم الالتزام بالنظام المروري واستبداله بلغة أو سلوك سياقة أصبح مثل "العرف" بين بعض السائقين وتم فرضه على الجميع كأمر واقع، هذه الفئة لا تستخدم إشارات الانعطاف للغرض الذي ابتكرت لأجله أو تستخدمها بعد فوات الأوان، وآخرون ينسونها إلى يوم الغد وبعضهم يستخدمها على طريقته التي يجب أن تكتشفها.. ماذا يقصد؟
استطاع ساهر أن يضبط الأمور إلى حد ما في نقاط بعينها لكن بين كل نقطة وأخرى فجوات طويلة من المسارات التي يعبث بها سائقون من سرعة وتبديل فجائي للمسارات وحركات بهلوانية، لم يستطع ساهر تجاوز ضبط السرعة والوقوف عند الإشارات في مواقع كاميراته إلى كل الحركة المرورية، بمعنى أنه لم يستطع صناعة وفرض سلوك رشيد مستدام لدى السائقين رغم الغرامات وهو ما يدعو إلى إعادة النظر في خطط الإشراف والمتابعة للحركة المرورية، ومع تزايد عدد السيارات وكثافة الازدحام حتى أصبحت أوقات الذروة المرورية طوال النهار تقريبا.
القضية ملحة ولا يكفي انتظار تشغيل المترو في الرياض لأن الواقع من حيث الكثافة ربما تجاوز ما يمكن أن يضيفه هذا المشروع الضخم المنتظر تشغيله.
أرجو أن أكون مخطئا بل أتمنى ذلك، وأنتظر أن يتم تشغيل المترو بأقرب وقت لعله يحقق انفراجا في الحركة المرورية في العاصمة.
في جانب آخر يلاحظ تزايد عدد السيارات "المتنمرة" التي يستخدم أصحابها حجمها الكبير مع صوت مرعب لمحركها لتهديد الآخرين في الطريق، حيث أصبح الحجم مع الضجيج مضافا لتكبيس الأنوار سلاحا لإزاحة الآخرين عن الطريق، وتزايد هذه الآفات المتحركة يكشف عدم قدرة إدارة المرو ربما لانشغالها بما هو أهم حسب الأولوية لديها.
في وسائل التواصل ظهر مقطع لأجنبي ينتقد سرعة السائقين السعوديين "وغيرهم يفعل فعلهم" واستخدامهم الأنوار العالية وهذا منتشر بكثرة في الطرق الطويلة كما هو في الطرق الداخلية، هذا هو الانطباع الأول لدى السائح، الحركة المرورية تعبر عن المجتمع هذه حقيقة وهي بهذا الوضع لا تعيق السياحة فقط بل تعيق ما هو أهم وهو الإنتاج وتضع علامات استفهام حول إمكانية تحقيق هدف جودة الحياة.

إنشرها