Author

تأثير المؤتمرات والمعارض في الاقتصاد

|

اقتصادي في السياسات الاقتصادية وإدارة استراتيجيات الأعمال والشراكات الاستراتيجية.

تولي الحكومات المؤتمرات والمعارض اهتماما متزايدا لما لها من تأثير في التنمية الاقتصادية المحلية والإقليمية، وتعد المؤتمرات والمعارض من مظاهر جذب الاستثمارات والأعمال، ونمطا من أنماط تجارة السلع والخدمات، وتفتح كذلك مجالا لاكتشاف المواهب والخبرات وتبادل المعرفة في صناعة أو قطاع معين بما في ذلك التبادل الثقافي والتقني والتجارب والخبرات، كما أنها أسلوب من تدفق الأموال بطريقة مباشرة أثناء فترة المؤتمرات والمعارض، أو بشكل لاحق عندما تنشأ أعمال وعقود جديدة بين المشاركين في تلك المؤتمرات والمعارض، إضافة إلى تعزيزها التواصل مع العالم الخارجي.
تلعب المؤتمرات والمعارض دورا حيويا بسبب تأثيرها في تشابك الاقتصادات عبر الحدود، ولا سيما بين القطاع الخاص بين الدول، كثير من العلاقات التصديرية والاستيراد يتم اكتشافها من خلال المعارض دون تدخل رسمي، أي أنها النواة الأولى لتشكل العلاقات الاقتصادية بين الشركات والأفراد، وتمثل المزيج التسويقي للإدارة الاقتصادية الناجحة، كما أن المدن التي تقيم مؤتمرات ومعارض بشكل مستمر، يكون اقتصادها الحضري ونسبة إشغالها الفنادق مرتفعين دائما والاستثمارات السياحية مجدية من حيث العوائد التشغيلية، ويعزى ذلك إلى الأثر الانتشاري الذي تحدثه المعارض والمؤتمرات في اقتصاد المدينة الحضري وتمتد إلى سلاسل المطاعم والنقل وصرف العملات والاتصالات وخدمات الإنترنت.
أشار تقرير الأثر الاقتصادي من المعارض Global Economic Impact of Exhibitions نسخة 2022، إلى أن المعارض دعمت في 2019 ما يقارب 1.4 مليون وظيفة مباشرة على مستوى العالم، وشاركت في الناتج المحلي الإجمالي بتأثير مباشر يقدر بـ82.3 مليار دولار، وهذا استنادا إلى 4.8 مليون عارض حول العالم بمشاركة 353 مليون زائر في أكثر من 180 دولة.
أما التأثير غير المباشر، فقد أسهمت المعارض 2019 في 334.5 مليار ريال مبيعات أعمال، وولدت 3.4 مليون وظيفة مباشرة وغير مباشرة حول العالم. وتأتي أمريكا الشمالية في المركز الأول من حيث عوائد الإنفاق المباشر على المعارض، ثم أوروبا، ويأتي الشرق الأوسط رابعا بعد آسيا وأمريكا الجنوبية وتأتي إفريقيا أخيرا. أما من حيث عدد الزوار للعام نفسه، فتصدرت أوروبا بـ112 مليون زائر، ثم أمريكا الشمالية 92.3 مليون زائر، ثم آسيا والمحيط الهادئ مجتمعين 89.7 مليون زائر، وتأتي معارض الشرق الأوسط بـ6.5 مليون زائر في المرتبة الخامسة عالميا، وأخيرا مرة أخرى إفريقيا بعدد 2.2 مليون زائر.
ولا يفوتنا أن نشيد بتجربتنا السعودية التي أخذت في التشكل في عالم المؤتمرات والمعارض، ونتوقع أن تحصد الوزن النسبي الأعلى في إحصائيات للعام المقبل على مستوى المنطقة، ففي النصف الأول من 2022 وحده، نسبة نمو عدد فعاليات قطاع الأعمال مقارنة بالعام الماضي 367 في المائة، بحسب بيانات الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات، وفي أيلول (سبتمبر) 2022 سيقام نحو 21 ملتقى ومؤتمرا دوليا ومحليا، مثل القمة العالمية للذكاء الاصطناعي، ومنتدى المحتوى المحلي، ومنتدى العالم المقبل، والمؤتمر الدولي لمستقبل صناعة التحلية.
إنشرها