default Author

الاستمرار حتى النهاية «3 من 4»

|
عن رحلة ديل وانتقالها إلى عالم الاقتصاد، فقد نشأت ديل في مدينة إنيد، في ولاية أوكلاهوما، وهي مدينة يبلغ عدد سكانها نحو 50 ألف نسمة، وتقع على حافة السهول الكبرى المعروفة باسم "مدينة قمح الملكة" Queen Wheat City لما لديها من سعة هائلة لتخزين الحبوب. وعملت والدتها في التدريس في مرحلة ما قبل المدرسة، وعمل والدها مقاولا مدنيا في متجر لقطع غيار السيارات في إحدى القواعد الجوية.
وفي جامعة هارفارد، شاركت في مسابقات العدو لمسافات طويلة، وتخصصت في الاقتصاد، واعتقدت في البداية أنها يمكن أن تلتحق بكلية الحقوق. ثم درست اللغة الإسبانية وأمضت أحد فصول الصيف كمتدربة في إحدى المؤسسات النسائية للتمويل الأصغر في بيرو. وكانت هذه هي أول رحلة لها خارج الولايات المتحدة.
وتقول، "لقد كان الأمر مدهشا للغاية من حيث القدرة على رؤية هذا النوع من الاقتصادات النامية بنفسي والحصول على فرصة للتحدث مع الناس هناك والتعرف على وجهات نظرهم".
ولم تقرر مواصلة السعي للحصول على درجة الدكتوراه في الاقتصاد حتى عام تخرجها، وذلك عندما قرأت دراسات بحثية منها The Colonial Origins of Comparative Development، التي شارك في كتابتها أسيموغلو، وسيمون جونسون، وروبنسون. وتشير هذه الدراسة إلى أن الأنظمة الاستعمارية "الاستخراجية" التي استغلت في الأساس الموارد الطبيعية تركت إرثا من التخلف عبر العالم الحديث. وتوضح قائلة ديل، "جعلني ذلك أفكر في نظام "ميتا" بل أفكر جيدا، كما تعلمون، فهذا هو المثال النموذجي على المؤسسات الاستخراجية".
وأصبح نظام "ميتا" هو موضوع أطروحة تخرجها، وواصلت العمل عليه أثناء حصولها على زمالة لمدة عامين من جامعة أكسفورد. وعند التحاقها بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، كانت قد أتمت فصل صيف آخر في عملها البحثي في بيرو وأعدت الأساس لأطروحة الدكتوراه.
وقادها عملها على محركات التنمية الاقتصادية إلى مواصلة اهتمامها طويل الأمد بالمسارات المتباعدة في آسيا وأمريكا اللاتينية. وقادتها القراءة عن الاقتصادات الآسيوية إلى التفكير في التباعد بين اقتصادات شمال شرق آسيا مثل كوريا الجنوبية ومقاطعة تايوان الصينية، واقتصادات جنوب شرق آسيا مثل إندونيسيا والفلبين.
لقد أدركت أن فيتنام تقع عند تقاطع هاتين المنطقتين. ففي كتابThe Historical State، Local Collective Action and Economic Development in Vietnam، استخدمت ديل والمؤلفان المشاركان لها، ناثان لين وكيروبين، انقطاع الانحدار الجغرافي لدراسة الآثار المستمرة لنموذجين إداريين، ولاية داي فيت في الشمال، وهي ولاية مركزية قوية ذات طابع صيني شكلت فيها القرية الوحدة الإدارية الأساسية، ومنطقة الخمير سابقا في الجنوب، وهي نموذج للعلاقة بين الحامي والتابع، حيث يفرض أصحاب الأراضي الجزية على الفلاحين ويقدمون لهم الحماية في المقابل.
وتوصلت ديل والمؤلفان المشاركان لها إلى أن استهلاك الأسر، بعد عدة قرون، في أراضي داي فيت سابقا كان أكبر بنحو الثلث مقارنة بما كان عليه في منطقة الخمير سابقا. كذلك كان احتمال مشاركة مواطني قرى داي فيت سابقا في المؤسسات المدنية المحلية أكبر بمقدار الضعف، وكانوا أفضل تعليما وأكثر استفادة من الرعاية الصحية.
ومن خلال بحثهما حول مستويات المعيشة المعاصرة في فيتنام، عثرت ديل وكيروبين مصادفة على مجموعة لافتة للانتباه من الوثائق، نتائج المسوح التي أجرتها سلطات الولايات المتحدة وفيتنام الجنوبية على 18 ألف قرية صغيرة من 1969 إلى 1973. وجمعت هذه المسوح الشهرية وربع السنوية ردودا على 169 سؤالا حول السياسات المحلية والاقتصاد والأمن. وكانت بمنزلة منجم ذهب للمعلومات المتعلقة بالمواقف ومستويات المعيشة... يتبع.
إنشرها