ذبائح العرس

تكثر حفلات الأعراس في إجازة الصيف بحكم أن الأقارب والأصدقاء والمعارف يستطيعون حضورها ومشاركة تلك اللحظات الجميلة مع العروسين وأهليهما، ومن المتعارف عليه أن معظم الأعراس، إن لم تكن جميعها، تقدم عشاء في تلك المناسبة، قبل أزمة الغلاء المعيشي التي تجتاح العالم لم يكن ذلك يشكل هاجسا لأهل "المعرس"، لكن في وقتنا الحالي أصبح عشاء العرس يلتهم جزءا كبيرا من ميزانية "المعرس"، ما دعاني إلى الكتابة عن هذا الموضوع هي رسالة وصلتني من شاب يمر بأزمة حقيقية مع أهل عروسته يقول فيها، "حين تقدمت لأهل عروستي وجدت منهم كل ترحيب ولم يستغرق الأمر منهم طويلا للموافقة، خصوصا حين تأكدوا أنني شاب خلوق ومكافح وأمتلك مشروعا صغيرا أضع عليه كثيرا من أحلامي المستقبلية -بإذن الله تعالى-، في عقد القران وبحضور أهلي وأهلها لم يكن هناك أي شروط سوى أن المهر 50 ألف ريال، سارت بنا الأيام وأنا أترقب موعد الزفاف بشوق عظيم، وقبل شهر من التحضيرات النهائية دعاني والدها وإخوانها إلى منزلهم لنتناقش في عشاء العرس، وهنا كانت الصدمة الكبرى فقد كانت طلباتهم للعشاء تفوق قدرتي على تنفيذها، فوالدها يصر أن يكون العشاء "بعيرا" وعشر ذبائح وبوفيها مفتوحا نظرا إلى أن عدد المعارف والأقارب والأصهار والجيران وزملاء إخوانها مع جميع عوائل ما سبق يفوق الـ500 شخص، فوجئت بالأمر وطلبت مهلة للتفكير وفي تلك الليلة لم أنم أمسكت بالآلة الحاسبة أحسب وأجمع وأنقص وأضرب وأقسم، فاكتشفت أن سعر البعير يتجاوز خمسة آلاف ريال والذبائح العشر بـ25 ألف ريال والبوفيه المفتوح 20 ألف ريال وأجرة الطباخ خمسة آلاف، أي إن العشاء سيكلفني 65 ألف ريال وإذا أضفت سعر قاعة الأفراح والمصورة وموظفات الأمن "والدي جي" فسيتجاوز الأمر 100 ألف ريال، كان الأمر صدمة لي وصارحت عمي بعدم قدرتي على ذلك واقترحت عليه حفلا عائليا مصغرا، لكنه رفض ما جعل الأمور تتأزم حاليا بيننا بسبب عشاء العرس وملحقاته".
مع الأسف كثيرون لا يدركون أن التكاليف الباهظة للزواج ستفرز لنا إما جيلا عازفا تماما عن الزواج، وإما جيلا يرزح تحت وطأة الديون ومهددا بالسجن في نهاية الأمر لعدم سداده حقوق الآخرين.
وخزة"فلنساند الشباب بتغيير مفهوم عشاء العرس الذي يمتص جزءا كبيرا من ميزانية "المعرس"، ما المانع مثلا أن نستبدل اللحم بالدجاج؟! أو أن يقتصر العشاء على أهل العروسين فقط، للمعلومية سعر الذبيحة الواحدة وصل إلى 2500 ريال. ارحموا الشباب".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي