default Author

الاستمرار حتى النهاية "2 من 4"

|
تقول الخبيرة ديل في مقابلة مع مجلة "التمويل والتنمية" "حتى تستطيع في الواقع دراسة الأمور بدقة، من المفيد أن يكون لديك وجهة نظر محلية. وبالتركيز على المستوى الجزئي، يمكنك الحصول على مزيد من التفاصيل عما يحدث".
وكانت إحدى مساهمات ديل الكبيرة في الأدبيات المتعلقة باقتصاديات التنمية - وميزة المنهج الجزئي الذي اتبعته ـ- هي تحديد ما تسميه قنوات المثابرة. وفي حالة نظام "ميتا"، كان عدم توافر البنية التحتية في منطقة مستجمعات المياه هو القناة التي استخدم من خلالها المستعمرون الإسبان العمل القسري.
وخارج نظام "ميتا"، استخدم أصحاب المزارع الكبيرة نفوذهم السياسي في بناء الطرق لنقل منتجاتهم إلى السوق. أما في نظام "ميتا"، كان هناك عدد أقل من المزارع الكبيرة، لأن الإدارة الاستعمارية الإسبانية لم ترغب في التنافس على العمالة، وبالتالي تم بناء عدد أقل من الطرق.
ومن أهم المساهمات الأخرى قيام ديل بتنقيح إحدى أدوات الاقتصاد القياسي، تعرف باسم انقطاع الانحدار. وعند التطبيق التقليدي لهذا النموذج، يتم استخدامه لدراسة آثار خدمة اجتماعية ما، مثل برنامج التأمين الصحي الأمريكي Medicare، على من يحصلون عليها. ويحدث الانقطاع عندما يبلغ الأشخاص سن الـ 65. فقبل هذه السن، لا يكون الشخص مؤهلا للحصول على الخدمة، ويصبح مؤهلا عند بلوغه الـ 65. ويستخدم العلماء هذا الانقطاع في المقارنة بين من هم فوق سن الـ 65 بقليل ومن هم تحتها بقليل لاستخلاص النتائج عن تأثير برنامج Medicare.
وخطت ديل بهذا المنهج خطوة إلى الأمام، من خلال تطبيقه على المناطق الجغرافية، مثل القرى الموجودة على جانبي حدود منطقة "ميتا". ويشتمل هذا المنهج على متغيرات أكثر بكثير وحسابات أكثر تعقيدا. ويقول زملاؤها إنه رغم أن ديل لم تكن أول من استخدم تحليل الانحدار الجغرافي، فقد قامت بتنقيحه وأسهمت في تعميم استخدامه بين الاقتصاديين الأكاديميين.
ويقول بابلو كيروبين، أستاذ مشارك في السياسة والاقتصاد في جامعة نيويورك، "تهدف الدراسة البحثية التي أعدتها ديل عن نظام ميتا إلى تعريف عديد من الأشخاص بتصميم انقطاع الانحدار الجغرافي، وهو ما أتاح بعد ذلك لأشخاص آخرين كتابة عديد من الدراسات البحثية".
وبالنسبة إلى دراسة نظام "ميتا"، علمت ديل نفسها كيفية استخدام برنامج إعداد خرائط نظم المعلومات الجغرافية لتحديد مواقع القرى التي درستها بدقة بالنسبة إلى بعضها بعضا وبالنسبة إلى حدود منطقة "ميتا". وانتهى بها الأمر إلى تدريس دورات تدريبية عن استخدام البرنامج.
إن إتقان نظم المعلومات الجغرافية هو مثال على ما يسميه المعجبون بديل دقتها ومثابرتها. ويمكن رؤية تلك الصفات أيضا في عملها الدؤوب في مجال البحث الأرشيفي وإجادتها الكتابة عن مجموعة كبيرة من الموضوعات، من المستعمرات الإسبانية إلى عمليات عصابات المخدرات في المكسيك الحديثة.
ويقول أسيموغلو، الأستاذ في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وأحد مستشاري أطروحة ديل للدكتوراه، "من السمات التي تلاحظها على ميليسا هي أنها لا تتهاون مطلقا في أداء عملها بالدقة اللازمة".
إنشرها