Author

السعودية تتعامل مع الشعوب

|
ليس مستغربا زيادة الاهتمام العالمي بهذه البلاد، التي نعتز جميعا بالانتماء إليها، بل ويعتز كل عربي ومسلم بأنها السند الذي يعود إليه في الأزمات، ويطمئن أنها المدافع المخلص عن حقوقه العادلة في زمن انتشر فيه الظلم وطغيان الدول الكبرى على شعوب الدول الأضعف، خاصة في هذه المنطقة من العالم.
وبعد هذه المقدمة، أقول إن من أسباب هيبة وقوة السعودية أنها تهتم بالتعامل مع الشعوب حتى وإن اختلفت مع القيادات التي تتغير مواقفها حسب حملاتها الانتخابية وما يصدر خلالها من تصريحات لأهداف انتخابية، ولذا فإن العلاقات مع بعض البلدان تعلو وتهبط، بينما الموقف السعودي ثابت، لأنه - كما ذكرنا - يهتم بالشعوب.
ولنأخذ الشعب الأمريكي مثالا، فهذا الشعب يقدر السعودية قيادة وشعبا، لأنه يدرك أن السعودية حليف استراتيجي خلال عقود من الزمن، وكم أثنى أمريكيون على مواقف السعودية الثابتة من القضايا العالمية، كما أن الشعب الإيراني يقدر السعودية ودفاعها عن العالم الإسلامي وعنايتها بحجاج بيت الله الحرام.
ومن عوامل الاهتمام العالمي بالسعودية، وهو أيضا محل تقدير الشعب السعودي، أن قيادتها تتعامل بندية تامة مع الدول الأخرى وتضع مبدأ السيادة في إقامة علاقتها مع دول الشرق والغرب في المقدمة، ولا تقبل نصائح من أحد حول هذا الموضوع، كما أنها تقدم مصالحها ومصالح العرب والمسلمين على مجاملة الدول الأخرى، ويظهر ذلك في إشراك دول المنطقة في القمم التي تدعو إليها وتعقدها مع زعماء الدول الأخرى لتقول الدول الشقيقة رأيها في القضايا المطروحة بوضوح وشفافية، كما حدث في قمة جدة أمس.
أسلوب القيادة السعودية، الذي أشرت إليه، طبقه حكام هذه البلاد جميعا من عهد المؤسس الملك عبدالعزيز- رحمه الله- والملوك من بعده، وأكده الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان في جميع اللقاءات المهمة مع زعماء العالم.
أخيرا: سأذكر فيما يلي أمثلة لبعض الإنجازات التي حققتها السعودية في جميع المجالات، ومنها: نجاحها في إدارة واستقرار سوق النفط العالمية، ومكافحة جائحة كورونا بحزم وبأسلوب نال الإعجاب العالمي، ورئاسة قمة العشرين رغم كل الظروف وبنجاح تام، ثم تنظيم موسم الحج ليحقق أعلى درجات النجاح لهذا العام.
وهذه مجرد نماذج من الإنجازات التي يفخر بها كل مواطن سعودي، وبعد ذلك لا غرابة أن يهتم الإعلام العالمي بالسعودية، حيث حضر قمة جدة مئات الإعلاميين من وسائل الإعلام الدولية المعروفة، التي لا تخلو أحيانا من نقد للسعودية، لكنهم وجدوا أن هذا البلد المتقدم علميا وتقنيا يتعامل مع الإعلام بشفافية يفتقدها كثير من الدول، التي تدعي حرصها على حقوق الإنسان في الوقت الذي تتعامل فيه بعنصرية مع بعض فئات شعوبها وتقتل وتشرد الملايين في أنحاء العالم.
إنشرها